فلو قلنا مثلا: إنه سبحانه وتعالى لا يرى في الدنيا ولا في الآخرة، وقلنا تعقيبا على ذلك: ولكنه يجوز أن يرى، ويمكن أن تدركه الأبصار، فإنه أيضا لا يصح التمدح وسرد ذلك بين صفات الإلهية والجلال.
نعم، لما كان معنى قوله تعالى: ((لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار))، نفي المشابهة بين الخالق والمخلوق كانت مدحا، وكان معنى هذا التمدح كمعناه في قوله تعالى: ((ليس كمثله شيء))، ((ولم يكن له كفوا أحد)).
فلو لم يتضمن ذلك معنى هذا لم يكن مدحا ولم يكن من صفات الله التي يختص بها.
[شبهة وجوابها حول قوله تعالى {وجوه يومئذ ناضرة () إلى ربها ناظرة]
قوله تعالى ((وجوه يومئذ ناضرة (22) إلى ربها ناظرة)) [القيامة:22-23]، تعلق بعض طوائف المسلمين بهذه الآية وبمفهوم قوله تعالى: ((كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون))، [المطففين:15] وبنحو قوله تعالى: ((فمن كان يرجولقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا)) [الكهف:110]، وبما رووه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (سترون ربكم يوم القيامة كالقمر ليلة البدر) الحديث.
صفحه ۳۶