لما نكب علي بن عيسى الوزير لم ينظر ببابه أحدا من أصحابه وآله وإخوانه الذين كانوا ملازمين له في حال تصرفه واشتغاله، فلما ردت إليه الوزارة اجتمعوا إليه وعطفوا عليه، وجعل كل منهم يأخذ في السبق للقياه والنظر إلى محياه، فحين رآهم كذلك أنشد:
ما الناس إلا مع الدنيا وصاحبها
فكيفما انقلبت يوما به انقلبوا
يعظمون أخا الدنيا فإن وثبت
عليه يوما بما لا يشتهي وثبوا
لا يحلبون لحي در نعمته
حتى يكون لهم شطر الذي حلبوا
دواء الخمار
سأل حامد بن العباس وزيره علي بن عيسى - وكان في ديوان الوزارة - عن دواء الخمار؛ فأعرض الوزير عن كلامه، وقال: ما أنا وهذه المسأله في مثل هذا المقام؟! فخجل منه حامد، وكان أبو عمه وقاضي القضاة حاضرا، فتحرك ومكن جلوسه، وتنحنح لإصلاح صوته، ووضع كما على كم، ثم قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله تعالى:
وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا (الحشر: 7) وقال النبي: «استعينوا على كل صنعة بصالحى أهلها» والأعشى هو إمام هذه الصنعة في الجاهلية، وقد قال:
صفحه نامشخص