فإن كنت مهجور الفتاة فما رمت
يد الهجر عن قوس المنون فوادي
فإن كنت قد بدلت بؤسا بنعمة
فقد بدلت عيني قذى برقاد
وختمها بقوله:
سلام على الدنيا إذا ما فقدتم
بني برمك من رائحين وغاد
فتطير جعفر لها وأظهر الوجوم، ثم قال: نعيت إلينا أنفسنا يا أبا نواس. فلم تكن إلا مدة يسيرة حتى أوقع بهم الرشيد.
عبد الله بن جعفر والرجل
بينما عبد الله بن جعفر راكب؛ إذ تعرض له رجل في الطريق، فمسك بعنان فرسه، وقال: سألتك بالله أيها الأمير أن تضرب عنقي! فبهت فيه عبد الله، وقال: أمعتوه؟! قال: لا والله. قال: فما الخبر؟ قال: لي خصم ألد قد لزمني وألح وضيق علي وليس لي به طاقة. فقال: ومن خصمك؟! قال: الفقر! فالتفت عبد الله إلى غلامه، وقال: ادفع له ألف دينار. ثم قال له: يا أخا العرب خذها ونحن سائرون، ولكن إذا عاد إليك خصمك متغشما فأتنا متظلما فإنا منصفوك منه إن شاء الله. قال الأعرابي: والله إن معي من جودك ما أدحض به حجة خصمي بقية عمري. ثم أخذ المال وانصرف.
صفحه نامشخص