نتائج الفكر في النحو للسهيلي
نتائج الفكر في النحو للسهيلي
ناشر
دار الكتب العلمية
محل انتشار
بيروت
ژانرها
دستور زبان و صرف
فأمر نبيه بهذا القول الذي هو تصديق لنزول الرزق، والخبر هو الحكمة
والعلم - وهو أفضل الرزق - من فوق سبع سماوات، وأما الرزق من الأرض فيصلح ذكره في الاثنين جميعًا، إذ لا ينكر رزق الأرض وما ينزل من الغيث من هذه السماء بر ولا فاجر، بل يعترف به المؤمن والكافر.
فتأمل ما ذكرته من هذه النكث فإنها أنف لم أزاحم عليها ولا وجدتها لأحد تقدمني إليها، والله الموفق لشكر يقتضي الزيد من
فضله، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
* * *
فصل
(ما لا يجمع جمع السلامة)
ومن الصفات المشتقة من الأفعال ما لا يجمع جمع السلامة في مستعمل
الكلام، وهو ما كان على وزن " فعلًا مضاعفًا، نحو: رجل بر، وثط، وفظ، وما أشبهه، كأنهم كرهوا التباسه بفعول فكسروه.
وأما ما ليس بمضاعف فقد تقول فيه: " فعلون "، مثل: صعب وصعبين ولم
يخافوا في هذا البناء التباسًا كما في ما قبله، إذ ليس في الكلام فعلول، ومن ثم قالوا في مؤنثه: صعبات وخولات - بتسكين العين - حملًا على مذكره، ولو كان اسمًا غير وصف لفتحوا العين كما فتحوها في جفنات وبابه تأكيدا لمنع الجمع، وكيلا يتوهم - لخفاء الألف - أنك أردت " جفنة "، فقد يوقف على هذه التاء بالهاء، وكانت الفتحة أولى حين أرادوا التحريك لوجودها في المكسر نحو " جفان ".
فإن قيل: فما بال " فعيل " إذا كان وصفًا مشتقًا، لا يكاد يوجد مجموعًا جمع
السلامة نحو: رحيم وعليم؟ .
1 / 125