مؤرخي اليمن قبله ، مثل (عمارة اليمني) و (الجندي) و (الخزرجي) و (ابن عبد المجيد القرشي) النسابة و (شرف الدين ابن المقري) وغيرهم وفيه يقول (58):
إني لم أجد بين المؤرخين من أفرد تاريخا لأئمة اليمن وملوكها وبني طاهر ، فألفت كتابي هذا ، ورتبته على مقدمة في فضل اليمن وأهله ، وقسمته عشرة أبواب ، في ذكر مدينة زبيد وفضلها ووصفها وجغرافيتها ومن تملكها وذراريهم ، وملوك الحبشة باليمن ، ومن قام بعدهم [دولة دولة إلى الدولة المعاصرة له] من بني زياد وبني نجاح ووزرائهم والصليحيين وبني مهدي وبني أيوب وبني رسول وعلي الطاهري وابنه عبد الوهاب وابنه محمد.
وقد ألفته بعد كتابي كشف الكربة في شرح دعاء الإمام أبي حربة ، وجعلته في أخبار مدينة زبيد ، ولما وقف عليه مولانا السلطان الملك الظافر عامر بن عبد الوهاب بن داوود طاهر ، جدد الله سعوده ونصر جنوده ، وطلبني إلى مجلسه الشريف العالي المنيف ، واستجاده واستحسنه ، ودعاني ونبهني على إلحاق أشياء فيه ، كنت أغفلتها ، واستدراك فوائد وشوارد لم أكن ذكرتها.
** 2 العقد الباهر في تاريخ دولة بني طاهر :
وقد ضمنه ابن الديبع تاريخ الدولة الطاهرية وفيه يقول :
ثم اختصرت من كتابي بغية المستفيد في أخبار مدينة زبيد كتابي المسمى بالعقد الباهر في تاريخ دولة بني طاهر ، ذكرت فيه دولة جديه بني طاهر ووالده ، ومآثرهم الحميدة ، ودولتهم المباركة الميمونة السعيدة.
فلما وقف عليه مولانا السلطان ، أضاف علي مواهب الجود والإحسان ، وأجازني من مواهبه الهنية بجائزة ميمونة سنية ، ثم حصل هذا التاريخ تحصيلا عظيما ، وتقدمت به إلى مولانا السلطان ، وهو إذ ذاك بمحروسته المقرانة مقيما ، وقدمت إليه فأثابني بثوابه عليه ، وأفاض علي من مواهبه وكرمه ما يقصر صوب الغمام عن غزير ديمه.
صفحه ۴۳