وسبب ذلك أنه كان في وصاب الأعلى منهم طائفة ... ولهم عقائد فاسدات ، وتأليفات مخالفات ، فظهر رجل صوفي أصله من ريمة يسمى الشيخ عبد الرحمن بن إبراهيم ... أعلموه بأفعالهم ومقاصدهم وفساد عقائدهم ... فلما لاح له فسادهم وفهم عنادهم ، استغاث عليهم بطوائف المسلمين ، وأخرجهم من الحصن والمعشار أجمعين ...
فلما وقف الشيخ على مصنفاتهم وعرف فساد عقائدهم ازداد غيظا ، وأمر بقتلهم واسترقاق أولادهم ونسائهم ، فخرجوا من الأوطان ، وتمزقت أحوالهم في جميع البلدان.
فلما كان الأمر كذلك انتهى العلم إلى الفقيه العلامة تاج العارفين شرف الدين إسماعيل بن أبي بكر المقري إلى زبيد ، فاستقبح فعل الشيخ ، وأنكر عليه ولامه وكتب إليه فقال :
إن هؤلاء يعدل بهم عن أحكام الدين؟!!
فضاق صدر الشيخ من كتابه وعتب عليه في جوابه ، ومن تلك الساعة لم يزل بينهم الجدال في المكاتبات والرسائل والبلاغات ، حتى اجتمع من تلك الرسائل كتاب كامل.
فلما وقفت على ذلك جمعته وألفته وسميته كتاب (اختلاف الفرقة الإسلامية في تكفير المعاهدين)، وهم فرقة من الباطنية ، وهو كتاب مفيد فيه من الحجج الواضحات والبراهين القاطعات ، والدلائل والاستشهادات ، والدقائق والبحوثات ، والمسائل والجوابات ، ما يتعجب منه الناظر ، وينشرح به الخاطر.
* ب
ومنها في التاريخ ، وتدل مؤلفاته التاريخية على أنه مؤرخ واسع الاطلاع ، عظيم الزاد من هذا العلم ومنها :
** 1 بغية المستفيد في أخبار مدينة زبيد :
وهو كتاب مطول في تاريخ مدينة زبيد ومن أسسها من الملوك ، رتبه على السنين للأسر التي حكمت زبيد من أول عهدها حتى آخر المئة التاسعة من عصره ، ونقل فيه عن
صفحه ۴۲