222

(واقدرهم) على سلوك هذا الطريق هو الامام الشافعي رحمه الله لما له من المعرفة بأساليب الكلام واقتداره على التوجيه والتورية بلفظ محتمل لمعنيين أو معان الا ترى انه حين كتب وصيته قال: فيها ما لفظه وافضل الخلق بعده صلى الله عليه وآله الخلفاء الاربعة ابو بكر وعمر وعثمان وعلي (عطف بعضهم على بعض بالواو والعطف به لا يقتضي ترتيبا فيحتمل ان يكون له قول في الترتيب يخالف ما عليه الجمهور) ثم قال اتولاهم واستغفر لهم ولاهل الجمل وصفين عطف على توليهم رضي الله عنهم الاستغفار لهم ليكون عطفه اهل الجمل وصفين عليهم في الاستغفار لهم حيث اعاد العاطف ولام التعدية لافي التولي إذ لفظ التولي متعد بنفسه وهذا من لطيف اشاراته رحمه الله. ومنها ما ذكره شارح المواقف وغيره انه رحمه الله سئل عن قتلى اهل الجمل وصفين فقال تلك دماء طهر الله منها سيوفنا فلا نضمخ بها السنتنا اراد رحمه الله دماء اصحاب علي عليه السلام كدم عمار واخوانه الذين قاتلوا معاوية على تأويل القرآن كما قاتلوهم اولا على تنزيله ولا يمكن ن الشافعي رحمه الله على جلالة قدره يريد دماء اصحابه معاوية الذين يعتقد هو كغيره ان قتلهم من اعظم القربات المأمور بها في كتاب الله تعالى افيظن احد انه يعتقد ان الله طهر سيفه من دم اول ما تضمخ به سيف اخي النبي المصطفى ووصيه لا والله ولكن من لاخبرة له بأساليب الكلام ومن كان من اهل الاغراض يفسره بحمله على دماء الكل وحاشى الامام الشافعي رحمه الله من ذلك ومن فسره بذلك فقد افترى عليه كيف وهو رحمه الله القائل. ولما رأيت الناس قد ذهبت بهم * مذاهبهم في ابحر الغي والجهل ركبت على اسم الله في سفن النجا * وهم اهل بيت المصطفى خاتم الرسل وامسكت حبل الله وهو ولاؤهم * كما قد امرنا بالتمسك بالحبل

--- [ 224 ]

صفحه ۲۲۳