في فضله واتنحلوا له المناقب وبدلوا سيئاته حسنات يريدون ان
يرفعوا له في الدين علما وضعه الله ويحاولون ان ينصبوا له من الحق لواء نكسه الله عنادا للحق ومغالاة في التعصب لا يلتفتون إلى دليل ولا يقبلون حجة يدفعون المتواتر في شأنه بالتأويل ويقابلون الآحاد بالتضعيف ليزهقوا روح الحق وينعشوا روح الباطل ولهم أتباع وأذناب منتشرون في نواحي الارض ملاوا البقاع نعيقا وافعموا اليفاع نهيقا لاتجد لديهم عند البحث الا الصخب والسباب والنفور عن سماع الحق والتعصب الصرف لقلديهم وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون وان يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين افي قلوبهم مرض ام ارتابوا ام يخافون ان يحيف الله عليهم ورسوله بل اولئك هم الظالمون (وهؤلاء) لاكلام لنا معهم ولا التفات إلى هذرهم ولهذيانهم ولا اعتبار بخلافهم ولانظر إلى تمحلهم واتنحالهم ولاطمع في هدايتهم في آذانهم وقرعن سماع الحق وعلى أبصارهم غشاوة عن نور الهدى ارأيت من اتخذ الهه هواه افانت تكون عليه وكيلا ام تحسب ان اكثرهم يسمعون أو يعقلون ان هم الا كالانعام بل اضل سبيلا وليس جوابهم الا اهاتنهم بالاعراض عنهم والسكوت عند كلامهم فانما هم فئة الشقاق والعناد وعبيد العصبية والهوى ان يتبعون الا الظن وما تهوى الا نفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى يحسبون انهم على شئ الا انهم هم الكاذبون. وهؤلاء هم الذين قال فيهم الامام احمد رحمه الله لما سئل عن معاوية ان قوما ابغضوا عليا فتطلبوا له عيبا فلم يجدوا فعمدوا إلى رجل قد ناصبه العداوة فأطروه كيدا لعلي ومن حيث انه لا غرض لنا في الكلام مع هذه الفرقة فلنجعل الكلام هنا في مقامين:
(المقام الاول)
في ايراد نبذة من أدلة الفرقة الاولى على جواز لعنه ووجوب بغضه وذكر ما يناسب ذلك من فعل اكابر الصحابة وافاضل أهل
--- [ 23 ]
صفحه ۲۲