المقيد بمجرى المطلق فيمتزج الحق بالباطل والصحيح بالفاسد بل نعطي كل آية من كتاب الله تعالى وكل حديث من احاديث رسوله صلى الله عليه وآله حقه من الفحص في مدلولاته وبيان مجمله وتحقيق عمومه وخصوصه وتفسير ما مصاديقه وتتبع اسباب نزوله أو وروده ثم نعامل كلامن اصحابه عليه الصلاة والسلام بما حكمت تلك الدلائل من رفع أو خفض ومودة أو رفض اذعانا لحكم الله تعالى وحكم رسوله عليه الصلاة والسلام فما ورد في حق واحد بعينه لانشرك فيه سواه وما ورد في حق المهاجرين والانصار لا نوجبه لغيرهم وما جاء في حق السابقين الاولين لا بحكم به للطلقاء وامثالهم وما بلغنا في حق المجاهدين لانثبته للقاعدين وما اختص به المنفقون لا يناله الممسكون وهلم جرا. على انا نعتقد ان للباقين منهم شرفا باهرا وشأنا عظيما برؤيته صلى الله عليه وآله وسلم ومجالسته والصلاة خلفه فكلهم نحترم وجميعهم نعظم لا نستثني منهم الا من استثناه الله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام لارتكابه ما يحبط فضيلة الصحبه ويسقطه عن شرف تلك الرتبة كالردة والنفاق والمروق من الدين والقسط وارتكاب احداث السوء مع الاصرار على ما ارتكبوا ذلك بأنهم اتبعوا ما اسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط اعمالهم جاءتنا بذلك آيات واحاديث ظاهرة المعنى واضحة الدلالة ذكرنا منها جملة صالحة منتفرقة في هذه الرسالة نصدق الله تعالى فيها ونمتثل امره وننقاد صاغرين لحكمه لا نعارضه جل شأنه ولا نعترض علهى في شئ منها ولانشوه وجوه المعاني بالتأويلات البعيدة ولا نجنح إلى ما يوافق هو انا بتحويلها إلى ما يبعد احتماله يسمج تفسيره ولا تأخذنا لومة لائم في قول الحق. ولا ترعنا صيحة باطل عن الجهر بالصدق ولا يرهبنا غضب الحمقى من المتعصبين ولا يخيفنا قدح السفهاء من المقلدين أو ليس قد قيل لافضل من
--- [ 189 ]
صفحه ۱۸۸