============================================================
مجبور، وقد أخبرنا الله، عز وجل، باصدق الشهادة عنه، أنه آمن حين لم ينفعه إعانه، وذلك قول الله، عز وجل، يخبر نبيه محمدا، صلوات الله عليه وعلى آله وسلم، عن قصته حيث قال: {حتل اذا أدرك الفرق قال آمت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وآنا من الملمين (1)، فهذا يدل على ليمانه، حيث أراد الإيمان، وهذه حجة قاطعة، لمن يزعم أنه مجبور، وأنه محول بينه وبين الإمان .
وكفى بهذه الحجة شاهدا لنا عليك، إذ زعمت ان الله لم يرد إيمانه، لثلا يبطل علمه، زعمت، فقال الله، تبارك وتعالى، إذا على فرعون: { الآن وقد عصيت قبل وكمنت من المفسدين ( (1) فهذا القول والإخبار من الله، عز وجل، يوجب لنا على المجبرة ان فرعون قد آمن من حيث أراد، لأنه مستطيع للإيمان، لأنه كان يمكنه ويقدر عليه، من قبل ذلك اليوم الذى غرق فيه لو أراده، فهذه حجة واضحة لا نقض لها ، بحول الله وقوته: وسال عبد الله بن يزيد البغدادى وأصحابه المجبرة: هل أمر الله سبحانه، فرعون أن يكون منه الإيمان، أم لا4 فإن قالوا: لم يأمره.
كفروا بامر الله وكذبتهم الأمة، وإن قالوا: نعم، قد أمره الله بالايمان .
فقل لهم: أمره الله أن يكون منه من الإيمان، ما قد علم أنه لا يفعله أبدا1 . . فالله، عزوجل، بزعكم وفى قود قولكم، ينهى عن الايمان وليس يأمر به.
وإن قالوا: بلى، قد أمر به ليكون من فرعون من الإيمان ما قد علم الله، مبحانه، أنه لايكون منه، وليكون ذلك.
لزمهم ووجب عليهم فى قولهم : إن اللى عز وجل، أمر فرعون أن يجهله، بزعهم، إذ امره ان يكون منه غير ما يعلم؛ وقد علم اللى سبحانه، أنه سيجعل فرعون مستطيعا لترك ماتهاه عنه، وقبول ما أمربه، وقد علم اللى سبحانه، أنه لن (1) سورة هونس: الآية 90.
(2) سورة هوس: الآمة 11
صفحه ۳۴