199

============================================================

اليس انما غلطت المشبهة فى تأويلها فشبهت الله، عزوجل، بخلقه، وخرجت من توحيده * اليس هذا من قولكم واحتجاجكم على المشبهة، وأن لذلك عندكم تاويلا جهته المشبهة وغلطت فيه 12 وكما اخطان للشبهداخلم : فإذا قلت: نعم. قلنالك : فكذلك جهلت وغلطت أنت، ومن قال بقولك، فى الآيات التى اعتقدت بها الحبر، والفرية على الله، عز وجل، بلا برهان ولا بينة، فلا فرق بينك وبينهم فى ذلك، إذ جهلت وشبهت- كا شبهوا- ولم بصح توحيدك.

والدليل على صدق قولنا ماقد نقضناه عليك من التوحيد، فيما جهلت من العدل فى غير موضع، وكله قد جمعه هذا الكتاب، وكل ماجهلت من العدل فى الآيات التى تعلقت بها، فاعلم يقينا انها على مثل ذلك القياس، الذى تعلقت به المغبهة؛ لأن العدل حكم واحد، لا خلل فيه، كما العوحيد حكم واحد، لا خلل فه، ولا فساد فى واحد منهما، ولا علقة، ولا حجة لمبطل، لانهما أصل دين الله، 63 ول عز وجل، الذى / تعبد به الاولين والآخرين ، ولا يصح الإسلام إلا بهما، اولوانك تعلقت علينا بحرف واحد، حتى لانقدرل على جواب، ولانخرج منه بحجة، لفسد جميع العدل، ولم يقم حق؛ ولبطل قوله، عز وجل: (بل تقذف باتحق على الباطل فيدمغه فاذا هو زاهق وتكم الويل منا تصفون (0(1)، فالحق حق فى نفسه لا باطل فيه، والباطل باطل فى نفه لا حق فيه، ولو كان الأمرعلى ما ذكرت واعتقدت واحتججت به فى كتابك، لكان الحق والباطل ممتزجين، لاييخلص واحد منها من الآخر، ولا يبين عدل من جور، لا حكمة من ظلم، ولا صواب من عبث، ولا فساد من صلاح، ولا حق من باطل ، ولا حن من قبيح، ولامحق من مبطل ، ولا نبى من متنبئ، ولا حكم الرحمن من حكم الشيطان، ولاهدى من ضلال .

فكل حجة لك هى فى معنى واحد، لاتقتضى (1) إلا إثبات الجبر والجور، والظلم والفاد، والخروج من الحكمة، وإبطال الربوبية.

(1) سورة الانسماء : الآية 18.

(1) فى الأصل : تفصى، والتصح من الهامش

صفحه ۱۹۹