============================================================
الظلم ونهى عن التظالم ، وقال : ( أتامرون الناس بالبر وتنون أنفكم وأنتم تتلون الكتاب افلا تعقلون (1)، كيف يجوز هذا على الحكيم الأكبر، والإله الأعظم، أن يدخل فيما عاب، او يصيرإلى ما عنه نهي4 59) وقد حكى عن نبيه ، صلى الله عليه ، حيث يقول لقومه : (وما أبهد آن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه (1)، وبعد هذا فنحن نحب أن تعرفونا الفرق بين تحميله للمؤمنين ما لا طاقة لهم فى غير ظلم - زعمتم - وبين العدل والجور، حتى نعرفه، كما عرفتوه؟.. وأين موضع العدل، فى هذا الباب، الذى هو ظلم عند اهل العقول والمعرفة، وليس هو عند كم بظلم فلا تجدون فرقا فى ذلك أبدا؟! ..
لأن هذا العدل، الذى زعمتم انه عدل وليس بظلم لايقبله منكم الاجاهل مثلكم؛ لانه لا يجوز فى المعقول ولا فى التعارف، أن يقول رجل لجماعة من الناس : ع ندى لكم رجل اعمى (2) خسيف، يبصر النجوم مع نصف النهار، ويدخل الخيط فى الأبرة مع نصف الليل فى الليلة الظلماء 14!.. لأن هذا من القول لا تقبله العقول ولا يجوز عند ذوى الالباب؛ لأنه محال ولا يجوز مثله على الرجال، ولنم يجمل الله، عز وجل، لنا العقول لأن يجوز عليها الفاد، وما لا يعقل من ان يكون العادل يفعل الجور، ثم لايكون ذلك منه ظلما ولا جورا !
تقد الببرة عقلاوله 3.
هذا الخروج من العقول المركبة التى جملها الله، عز وجل، حججا، بها يثيب وبها يعاقب، وكذلك لو قال رجل: إن الأمير قتل اليوم من المشايخ العباد فى المسجد الأعظم مائة (1) شيخ من المؤمنين العباد الصالحين، فى غير جرم أتوه ولا ذنب س ل ا الا ر الذى به لزمت الحجج، وانقطع عذر كل معتذر بباطل: (1) ورة البقرة : الآبة 44.
(1) ورة هود : الأية 8ه.
(4) فى الأصل : اعما.
(4) فى الأصل : ملة.
1
صفحه ۱۸۵