============================================================
ولعمراللى ما يجوز ذلك فى لغة العرب، ولا فى عقولهم، ولا فى تعارفها، إلا آن يكون فيه شرط.
فإن العرب تعرف فى عقولها ولغاتها، أن رجلا لوقال لرجل: أنا أهب لك أحد فرسى هذين" او أحد سيفى هذين، على أن تخرج إلى البصرة، وتأتى منها برطب، أراد فى الشتاء. كان هذا التخيير فى الغرسين واليفين، بجوز على إنفاذ الشرط.
فاما لوقال: أنا أهب لك أحد الفرمين، أو أحد السيفين تختاره. ولم بذكر شرطا، ولم يشرط عليه شيعا، لم يكن عليه ذنب فيما اختار ولا تبعة، ولالوم ولا تعنيف:.
وانما وقع اللوم والتعنيف، والمطالبة على من عصى (1) الله، عز وجل، من جميع المصاة لاجل الشرط الذى شرط عليهم، والفرائض التى افترضها، عزوجل، ووضمها"" وأوجب لهم على أدائها الجنة، وعلى تركها النار بالحكمة والموعظة الحنة وطرح الحبر والقهر والقمر، ومعرفة كل بما ياتى به وما بذر، ما يصلحه وههلكه والاقرار بالعلم.
وما يعرف فى تصديق حجتنا، من التخيير فى لغة العرب، التى ادعيت بجهلك باللغة، قول الشاعر يخير قوما فى الحرب، أو الكف عن الحرب فقال : وأطاهسا أماراهم فراحوا وكانوا لهى المنازل مكرمينا وقناف وعزنا الهم اذا أنتم بانتم مالنا ان معم فزورونا، نزركم وان شبتم1 فروا راغينا فجعل الخيرة إليهم، وان شاهوا رجعوا إلى الحرب والقتل والأسر وإن شاعوا قروا مواضم راغين: وهذا تخيير بلاشرط، فهذا الصحيح فى لغة العرب، انه تخيير لا شرط فيه، وإنما التخيير بعد الشرط المؤكد فهو قول الشاعر : اقول لفيس بعد ما قد دللته على خطة الرفد التى لاتعصف.
47ط1 إذا نسيت أن تضى على ماشرطع فعلت، وإن لا ، فالطلوم المولف.
فهذا تخييرفى شرد مشروطه وتنشد المعنف، فهذا شاهد لنا من لغة العرب، (2) فى الأصل هكذا : ووطقها.
صفحه ۱۵۰