فصل في أجزاء القياسات الاقترانية وأشكالها
كل قياس اقتراني فإنما يكون عن مقدمتين تشتركان في حد وتفترقان في حدين فتكون الحدود ثلاثة ومن شأن المشترك فيه أن يزول عن الوسط ويربط ما بين الحدين الآخرين فيكون ذلك هو اللازم مثل قولنا كل جسم مؤلف وكل مؤلف محدث فكل جسم محدث والحدود الثلاثة جسم ومؤلف ومحدث والمؤلف مكرر متوسط والجسم والمحدث لم يتكررا واللازم هو مجتمع منهما فالمتكرر يسمى حدا أوسط والباقيان يسميان الطرفين والرأسين والطرف الذي نريد أن يصير محمول اللازم يسمى الطرف الأكبر والذي نريد أن يصير موضوع اللازم يسمى الطرف الأصغر والمقدمة التي فيها الطرف الأكبر تسمى الكبرى والتي فيها الطرف الأصغر تسمى الصغرى وتأليف صغرى وكبرى يسمى قرينة وهيئة الاقتران تسمى شكلا والقرينة التي يلزم عنها لذاتها قول آخر يسمى قياسا " وسولوجسموس " واللازم ما دام لم يلزم بعد بل يساق إليه القياس يسمى مطلوبا فإذا لزم سمي نتيجة والحد الأوسط إن كان محمولا في مقدمة وموضوعا في الأخرى سمي ذلك الاقتران شكلا أولا وإن كان محمولا فيهما يسمى شكلا ثانيا وإن كان موضوعا فيهما يسمى شكلا ثالثا وتشترك الأشكال كلها في أنه لا قياس عن جزئيتين وتشترك ما خلا الكائنة عن الممكنات في أنه لا قياس عن سالبتين ولا عن صغرى سالبة كبراها جزئية والنتيجة تتبع أخس المقدمتين في الكم أعني الكلية والجزئية وفي الكيف أعني الايجاب والسلب ثم يخص كل شكل شرائط. فالشكل الأول إنما ينتج فيه ما كان كبراه كلا وصغراه موجبا فيكون لا محالة قرائنه أربعا " الضرب الأول " من كليتين موجبتين ينتج كلية موجبة مثاله كل " ج ب " وكل " ب ا " فهو قياس كامل على أن كل " ج ا " وكقولك كل جسم مؤلف وكل مؤلف محدث فكل جسم محدث " والضرب الثاني " من كلية موجبة صغرى وكلية سالبة كبرى ينتج كلية سالبة مثاله كل " ج ب " ولا شيء من " ب ا " فهو القياس الكامل على أنه لا شيء من " ج ا " وكقولك كل جسم مؤلف ولا شيء مما هو مؤلف بقديم ينتج أنه لا شيء من الأجسام بقديم " والضرب الثالث " من موجبتين والصغرى جزئية ينتج جزئية موجبة كقولك بعض " ج ب " وكل " ب ا " فهذا قياس كامل على أن بعض " ج ا " ومثاله قول القائل بعض الفصول الابعاد وكل بعد كم فبعض الفصول كم " والضرب الرابع " من جزئية موجبة صغرى وكلية سالبة كبرى ينتج سالبة جزئية كقولك بعض " ج
صفحه ۲۸