وإن اجتمعا فداخل الوتد غير مجامع لشيء من الحائط بل إنما يجامعه ببسيطه فقط وإذا لم يكونا كالوتد والحائط بل كان كل واحد منهما يوجد شائعا بجميع ذاته في الآخر ثم إن كان أحدهما ثابتا بحاله مع مفارقة الآخر وكان أحدهما مفيدا لمعنى به يصير الجميع موصوفا بصفة والآخر مستفيدا له فإن الثابت والمستفيد لذلك يسمى محلا - والآخر يسمى حالا فيه ثم إذا كان المحل مستغنيا عنه من قوامه عن الحال منه فإنما نسميه موضوعا له وإن لم يكن مستغنيا عنه لم نسمه موضوعا بل ربما سميناه هيولى وكل ذات لم يكن في موضوع فهو جوهر وكل ذات قوامها في موضوع فهو عرض. وقد يكون الشيء في المحل ويكون مع ذلك جوهرا أعني لا في موضوع إذا كان المحل القريب الذي هو فيه متقوما به ليس متقوما بذاته ثم يكون مع هذا مقوما له ونسميه صورة. وأما إثباته فقد يأتينا من بعد وكل جوهر ليس في موضوع فلا يخلو إما أن لا يكون في محل أصلا أو يكون في محل لا يستغنى في القوام عنه ذلك المحل فإن كان في محل لا يستغنى في القوام عنه ذلك المحل فإنا نسميه صورة مادية وإن لم يكن في محل أصلا فإما أن يكون محلا بنفسه لا تركيب فيه أو لا يكون فإن كان محلا بنفسه لا تركيب فيه فإنا نسميه الهيولى المطلقة. وإن لم يكن فإما أن يكون مركبا مثل أجسامنا المركبة من مادة ومن صورة جسمية وإما أن لا يكون ونحن نسميه صورة مفارقة كالعقل والنفس وأما إذا كان الشيء في محل هو موضوع فإنا نسميه عرضا ومادة الصورة الجسمية لا تخلو عن الصورة الجسمية ولو كانت خلوا عن الأقطار لكانت حينئذ غير ذات كم البتة وكانت غير متجزئة الذات بل متأبية عليه أي ولم يكن في قوتها أن تتجزئ ذاتها حتى تكون جوهرا مفارقا فما كان يمكن أن يحلها مقدار لأن غير المتجزئ لا
صفحه ۱۶۲