هو المولى علم الأئمة الأعلام، وسيد علماء الإسلام، خاتمة المحققين، وإمام الحفاظ والمحدثين، علامة البشر، والمجدد لدين الأمة في القرن الثالث عشر، مجتهد الزمان على الإطلاق، وحجة الله في أرضه على أهل الآفاق، سلطان العلوم العقلية والنقلية، وملك المعارف الفرعية والأصلية، الحائز لجميع الفضائل، والجامع لما تفرق من الكمال بين الأواخر والأوائل، زينة الدهر، وفخر العصر، أجمع على (فضائله) المخالف والموافق، واعترف بحقه أهل المغارب والمشارق، فما عسى أن يقول فيه الواصف ولوا ستعمل كل مجاز وحقيقة أو يستكمل جميع صفاته الحميدة ولو تفنن بأنواع العبارات وأتى بكل طريقة، فهو أكبر من أن تفي الأقوال بفضائله وكمالاته، وأعظم من أن يستقصى جميع أحواله، وسماته، نسب تردد بين نبي، وإمام، ورئيس، وعالم، وحسب، يخضع لجلالته جميع العوالم، وشرف ينطح النجوم، وعز يقلقل الأجيال، وكرم يفضح الغيث السجوم (1)وعزم يروع الأشبال(2)، وعلم يخجل البحار، وخلق يفوق نسيم الأسحار إلى ذات مقدسة، ونفس على التقوى مؤسسة، وصفات شريفة، وسمات لطيفه، وعفاف وورع، وزهادة، وفخامة، ورئاسة، وسيادة، وقيام بما يجب عليه، وعبادة، وإخبات(3)، ووقار، وخشوع، وتواضع، وسكينة، وخضوع، به أحيى الله [3ب-ج] العلوم بعد مماتها، وجمع فيه الفضائل بعد شتاتها، وطالما سمعت شيخ الإسلام الوجيه يقول: (إن ولدي إبراهيم أعلم مني وإنه قد بلغ في العلم والتحقيق مبلغا ما بلغته [4-أ]أنا ولا أحد من شيوخي، ولا من عرفت من رفقائي، وتلاميذي). انتهى كلامه.
صفحه ۵۲