المیسر در شرح مصابیح السنه
الميسر في شرح مصابيح السنة للتوربشتي
پژوهشگر
د. عبد الحميد هنداوي
ناشر
مكتبة نزار مصطفى الباز
شماره نسخه
الثانية
سال انتشار
١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ هـ
ژانرها
ومنه: (إن من أخره العمل، لم يقدمه النسب)؛ وذلك: أن الرجل إذا قصر في الأعمال الصالحة، لم تجبر نقيصته بكونه نسيبا في قومه.
[١٤٧] ومنه: حديث عبد الله بن مسعود ﵁: (كان رسول الله ﷺ يتخولنا بالموعظة ... الحديث).
التخول: التعهد، وحسن الرعاية؛ يقال: تخولت الريح الأرض: إذا تعهدتها، والخائل: المتعهد للشيء الحافظ له، والمعنى: انه كان يتفقدنا بالموعظة في مظان القبول، ولا يكثر علينا؛ لئلا نسأم، وكان أبو عمرو يقول: (إنما هو يتخوننا)، والتخون: التعهد؛ قال ذو الرمة:
لا ينعش الطرف إلا ما تخونه .... داع يناديه باسم الماء مبغوم
وقد رد على الأعمش روايته باللام، وكان الأصمعي يقول: (ظلمه أبو عمرة، يقال: يخولنا ويخوننا جميعا).
قلت: والراوية باللام أكثر.
وزعم بعضهم: أن الصواب: (يتحولنا) بالحاء المهملة، وهو أن يتفقد أحوالهم التي ينشطون فيها للموعظة؛ فيعظهم فيها، ولا يكثر عليهم فيملوا، ومن الناس من رويه كذلك؛ ولكن الرواية في الصحاح بالخاء المعجمة، والله أعلم.
[١٤٨] ومنه: حديث أنس ﵁: (كان النبي ﷺ إذا تكلم بكلمة، أعادها ثلاثا ... الحديث): أراد بـ (الكلمة): الجملة المفيدة، قوله: (أعادها ثلاثا) فإنه مبين بقوله: (حتى يفهم عنه)، وأما قوله: (إذا سلم، سلم عليهم ثلاثا) فإنه يفتقر إلى البيان؛ لأنا لم نجدها سنة متبوعة.
وقد ذهب بعض العلماء في معناه: إلى تسليم الاستئذان؛ ويستدل بحديث سعد بن عبادة، أن النبي ﷺ جاءه- وهو في بيته- وسلم، فلم يجبه، ثم سلم ثانيا، ثم ثالثا ... الحديث):
وفي هذا التأويل نظر؛ لأن تسليمة الاستئذان لا يثنى إذا حصل الإذن بالأولى، ولا يثلث إذا حصل
1 / 101