اعْتِرَاض فِي ضمن اعْتِرَاض وَذَلِكَ لِأَن قَوْله تَعَالَى ﴿إِنَّه لقرآن كريم﴾ جَوَاب الْقسم وَهُوَ قَوْله تَعَالَى ﴿فَلَا أقسم بمواقع النُّجُوم﴾ وَمَا بَينهمَا أَي بَين لَا أقسم وَجَوَابه وَالَّذِي بَينهمَا هُوَ ﴿وَإنَّهُ لقسم لَو تعلمُونَ عَظِيم﴾ اعْتِرَاض لَا مَحل لَهُ من الْإِعْرَاب
وَفِي أثْنَاء هَذَا الِاعْتِرَاض الَّذِي هُوَ ﴿وَإنَّهُ لقسم لَو تعلمُونَ عَظِيم﴾ اعْتِرَاض آخر وَهُوَ قَوْله تَعَالَى ﴿لَو تعلمُونَ﴾ فَإِنَّهُ معترض بَين الْمَوْصُوف وَصفته وهما قسم عَظِيم على طَرِيق اللف والنشر على التَّرْتِيب فالاعتراض فِي هَذِه الْآيَة بجملة وَاحِدَة فِي ضمنهَا جملَة
وَيجوز الِاعْتِرَاض بِأَكْثَرَ من جملَة خلافًا لأبي عَليّ الْفَارِسِي فِي مَنعه من ذَلِك وَمن الِاعْتِرَاض بِأَكْثَرَ من جملَة قَوْله تَعَالَى ﴿قَالَت رب إِنِّي وَضَعتهَا أُنْثَى وَالله أعلم بِمَا وضعت وَلَيْسَ الذّكر كالأنثى وَإِنِّي سميتها مَرْيَم﴾ فالجملة الاسمية هِيَ ﴿وَالله أعلم بِمَا وضعت﴾ بِإِسْكَان التَّاء والفعلية هِيَ ﴿وَلَيْسَ الذّكر كالأنثى﴾ معترضتان بَين الجملتين المصدرتين بِأَنِّي وَلَيْسَ مِنْهُ أَي من الِاعْتِرَاض بِأَكْثَرَ من جملَة هَذِه الْآيَة وَهِي ﴿فَلَا أقسم بمواقع النُّجُوم﴾ إِلَى آخرهَا
1 / 59