ولما انفصل الناس من كربلاء خرج قوم من بني أسد كانوا نزولا بالغاضرية فصلوا على الجثث النبوية ودفنوها في تلك التربة الزكية.
فلما قاربوا الكوفة كان عبيد الله بن زياد بالنخيلة وهي العباسية ودخل ليلا ورويت أن النوار ابنة مالك زوجة خولي بن يزيد الأصبحي قالت أقبل خولي برأس الحسين(ع)فدخل البيت فوضعه تحت إجانة وآوى إلى فراشه فقلت ما الخبر قال جئتك بغناء الدهر برأس الحسين.
قلت ويحك جاء الناس بالذهب والفضة وجئت برأس الحسين بن رسول الله والله لا جمع رأسي ورأسك شيء أبدا ووثبت من فراشي وقعدت عند الإجانة فو الله ما زلت أنظر إلى نور مثل العمود يسطع من السماء إلى الإجانة ورأيت طيورا بيضا ترفرف حولها.
بكاء أهل الكوفة على أسارى آل الرسول ص
فلما أصبح غدا بالرأس إلى ابن زياد واجتمع الناس للنظر إلى سبي آل الرسول وقرة عين البتول فأشرفت امرأة من الكوفة.
وقالت من أي الأسارى أنتن فقلن نحن أسارى محمد(ص)فنزلت وجمعت ملاء وإزارا ومقانع وأعطتهن فتغطين وعلي بن الحسين(ع)معهن والحسن بن الحسن المثنى وكان قد نقل من المعركة وبه رمق.
ومعهم زيد وعمر ولدا الحسن(ع)فجعل أهل الكوفة يبكون.
وروى إسحاق السبيعي عن خزيم الأسدي قال رأيت زين العابدين(ع)وهم يبكون فقال تبكون علينا ومن قتلنا غيركم
صفحه ۸۵