قوله أوردوها : ما فيه معنيان ، أحدهما : الإشراف على الماء ، كقوله تعالى : [ ولما ورد ماء مدين ] (¬3) أي أشرف عليه ، وقوله سبحانه : [ وإن / منكم 9 ب إلا واردهأ ] (¬1) فهذا يحتمل شيئين : الإشراف عليها ، والدخول فيها ، والمعنى الثاني يكون بمعنى الدخول في الشيء ، والتناول منه ، والعرمظ : الطحلب الذي يطفو على وجه الماء المنقطع الجرية ، والورس بالسكون ، وقيل الورس شيء أصفر ، فقوم يذهبون إلى أنه الزعفران ، وقيل هو صبغ أصفر ، وتورس الشيء : إذا علته صفرة ، والوارس : المتصفر من المرض وغيره ، وقال امرؤ القيس يصف حوافر الفرس وصلابتها ، وشبهها بحجارة في ماء مطحلب ؛ فتورست وتصلبت ، والحجر إذا كان في الماء كان أصلب له :
ويخطو على صم صلاب كأنها حجارة غيل وارسات بطحلب
قوله : يخطو : أي يطأ ، والصم : الصلبة ، يعني حوافره ، ولم يجر لها ذكر ، بل أقام الصفة مقام الموصوف ، والغيل : الماء القليل المنقطع ، والغيل في غير هذا : لبن المرأة الحامل إذا أرضعت منه الصبي ، فهو مغيل بفتح الياء ، وقيل لأمه مغيل بكسر الياء ، قال الشاعر :
فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع فألهيتها عن ذي تمائم مغيل (¬2)
والصرة بالضم :الصرة التي يصر فيها ، قال الشاعر :
لهم أيد تعودن العطايا ... ... فليس بصرة فيها مشوف
وخرذلة بذال معجمة وغير معجمة لغتان ، فالمعجمة الذال : يقال : خرذل اللحم إذا قطعته صغارا ، قال كعب بن زهير يصف الأسد :
يغدو فيلحم ضرغامين قوتهما لحم من الناس معفور خراذيل (¬3)
حرف الضاد :
ضمنته نبت الكلا ... ... بالحفظ مني والكلا
فشح قلبي والكلا ... ... عمدا ولم يرتقب
قوله : ضمنته : أودعته ، قال الشاعر :
وضمنتهم يوم استقلوا لبينهم ... فؤاد كئيب بالأحبة مولع
فأما الكلا بالفتح : فكل ما يرعى من النبات ، وأصله الهمز ، قال الشاعر :
صفحه ۲۶