34 دلالة : فأما قوله عز وجل : ( ثم عفونا عنكم من بعد ذلك لعلكم تشكرون ) [52]. وقد ثبت أنه تعالى ممن لا يجوز عليه الشك ، فيجب أن يكون المراد بذلك : لكى تشكروا ، على طريقة اللغة ، وذلك يدل على أنه لم يرد من جميعهم إلا الشكر ، وذلك يبطل القول بأنه أراد منهم ما يختارون ، فأراد من الكافر الكفر ومن الشاكر الشكر ، ولذلك لم يذكر تعالى فى شيء من كتابه : لعلكم تكفرون وتعصون ، وإنما ذكر ذلك فى الطاعات.
** 35 مسألة :
وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة ) [55] فترك موسى عليه السلام إنكار ذلك ، وهذا يدل على أنه مجوز ؛ وإن كان الصلاح أن لا تروه إلا فى الآخرة.
(كل مسألة لا تقف عليها صحة السمع فالاستدلال عليها بالسمع ممكن ).
انظر : شرح الأصول الخمسة : 232 277. ضحي الاسلام : 3 / 26 28 وانظر أدلة الأشعرية على (جواز رؤية البارى عقلا ، ووجوبها سمعا ) مع نقاش أدلة المعتزلة : نهاية الإقدام للشهرستانى : القاعدة السادسة عشرة ص 356 369. وانظر كذلك الخلاصة الجامعة ، التى كتبها الأستاذ الدكتور محمود قاسم تحت عنوان : (الرؤية ) في مقدمته النقدية لدارس علم الكلام ، على مناهج الأدلة لابن رشد : 81 88. وارجع إن شئت إلى ما ألقى به جولد تسهر من كلام حول هذا الموضوع ، وما صوره به وتسقط له من الأخبار : مذاهب التفسير الاسلامى : 124 129.
صفحه ۹۲