84

ويقولون في قول الله تعالى: {وجاء ربك} [الفجر:22]، وفي قوله: {هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام} [البقرة:210]، بأن معناها جاء بذاته وأتاهم بذاته، هذا مما أثبته بعضهم، وبعضهم يتأول هذه الآيات والأحاديث، وبعضهم يتركها على ظاهرها ولا يفسرها.

ولكن مذهبنا أي مذهب أهل البيت عليهم السلام أنه لا يجوز

إطلاق هذه الألفاظ على الله سبحانه وتعالى على أنها حقائق، بل على أنها مجاز؛ لأن الله سبحانه وتعالى يستعمل في القرآن وألفاظه: الحقيقة، والمجاز، والكناية والاستعارة، على أساليب العرب في الخطاب؛ لأن القرآن بلسان عربي غير ذي عوج.

[معنى الآيات التي تثبت العلو لله تعالى]

وكذا قوله تعالى: {يخافون ربهم من فوقهم} [النحل:50]، وقوله: {وهو القاهر فوق عباده} [الأنعام:18]، وقوله: {ورافعك إلي} [آل عمران:55]، وقوله: {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه} [فاطر:10].

وغيرها من الآيات التي يثبت ظاهرها العلو لله تعالى، وأنه في جهة دون جهة؛ فهي ليست على ظاهرها، فالآيات المتقدمة من العلو المعنوي(1).

صفحه ۸۴