فيجاب عليهم: بأن ذلك صحيح وهو أن ما أمر الله به فهو حسن وما
نهى عنه فهو قبيح على معنى أن الله لا يحكم ولا يأمر إلا بما هو حسن، ولا ينهى إلا عن ما هو قبيح، لا على معنى ما يقوله المتسمون بأهل السنة: من أن الأمر من الله بالشيء هو الذي يجعله حسنا وإن كان قبيحا، وأن النهي عن الشيء هو الذي يجعله قبيحا وإن كان حسنا.
[ شاهد من القرآن على التحسين والتقبيح]
ولو لم يكن الحسن والقبح على ما رأته العدلية لما كان لتمدح الله تعالى معنى في قوله تعالى: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي} [النحل:90].
فأخبرنا الله تعالى بأن هنالك عدلا وإحسانا، وأن هنالك منكرا وبغيا، وأن الله لا يأمر إلا بالعدل والإحسان، ولا ينهى إلا عن الفحشاء والمنكر والبغي.
وليس على معنى أنه صار فحشاء ومنكرا حين نهى الله عنه، وإلا لما تمدح الله بأنه ينهى عن الفحشاء والمنكر إن لم يصر فحشاء ومنكرا إلا بالنهي .
صفحه ۱۱