واعلم أن العدد من الحساب أصله وجوب الغير، ولا يقع الغير إلا على اثنين فصاعدا، فإن كان الاثنان جنسين مختلفين، جاز أن يقال: هذا غير هذا، فإن كانا مؤتلفين قيل: هذا وهذا واحد، وهذا واحد وهذا واحد، وكان كل واحد منهما غير الآخر.
وقد يقال للمؤتلفين الذين هما واحد: إن أحدهما غير الآخر، كعملي غير عملك، وإذا كان عملهما دينا قال: هذا وهذا واحد، وكل ما ذكرنا يحتمل التضعيف والزيادة، ويحتمل التضعيف أضعافا، وكل ما احتمل الزيادة لم يكمل أبدا، فقد يحتمل النقصان، وكل ما احتمل النقصان أمكن أن يبيد، وهو أبدا منقوص من صفة الكامل، والله واحد لا بهذا المعنى، ولكنه واحد في معناه الذي ليس يشبه معاني البشر ولا الحساب، وهو إسقاط الثاني، وليس ثان مع الله، ولا واحد غيره في معناه كهو، وإثباته واحدا تعطيل الثاني، وفي تعطيل الثاني توحيد الأول، والواحد الباقي الذي ما سواه فان.
صفحه ۳۱۳