============================================================
وحاد عجرد ويجي بن زياد ومطيع بن إياس وملأوا به الأرض من كتب الملحدين وكثرت الزنادقة وفشت كتبهم في الناس . وكان أول خليفة أمر المتكلمين أن يضعوا الكتب [للرد)(22) على أهل الالحاد، وبنى المسجد الحرام على ماهو عليه إلى هذه الغاية، وبنى فشجد رسول الله وكانت الزلازل هدمته ثم كان موسى بن المهدي، فكان جبارا، وكان أول خليفة مشت الرجال بين يديه بالسيوف المسللة والعمد والقسي الموترة، فتشبه عماله به وذهيوا مذهبه: ثم كان هارون الرشيد بن المهدي، فكان متابعا للحج والغزو وبناء المصانع والقصور(21) في طريق مكة والمدينة ومنى وعرفات، وبنى ثمان ثغور مثل طرسوس وغيرها ، وبنى دورا للمابطين، فتشبه أهله وعماله وأصحابه وكتابه به، فلم يبق أحد إلا بنى بمكة دارا وبالمدينة دارا وبطرسوس دارا تشبها به وعملا بمثل عمله (25). وكان أكثرهم لذلك وأحستهم أثرا زوجته أم جعفر بنت جعفر ابن المنصور، ثم البرامكة وزراؤه وغيرهم من مواليه وقواده وكتابه وكان الرشيد مع ذلك أول خليفة ضرب بالصوالجة والطباطب ورمي بالتشاب في الرجاس(21)، وقدم أهل الحذق بذلك وأول خليفة لعب بالشطرنج والنرد وقدم اللعاب وأجرى عليهم الأرزاق وأول خليفة اتخذ القيان من بني هاشم فتشبه الناس جميعا به وسلكوا سبيله، وكان وزراؤه من البرامكة فكان يحي بن خالد211، يحب الحكمة والكلام والنظر ، ففي أيامه كثر المتكلمون وجادلوا وناظروا ووضعوا الكتب، منهم : هشام بن الحكم (21) وضرار بن عمرو ومغمر ابن عمر، وهو أيضا نظر في كتب الكيمياء. فكانت البرامكة سمحاء كرماء، أجوادأ معطين مفضلين فتشبه عمالهم والناس جميعا بهم، حتى أن أيام الرشيد كانت تسمى لكثرة ماكان بها من المفضلين أيام العرس وأفعال البرامكة مشهورة ومعروفة . ولم يكن في ناحية الرشيد إلا مفضل إما عن حقيقة وإما عن التشبه وكان الرشيد أول خليفة كتب في صدورالكتب: "وأساله أن يصلى على محمد عبده ورسوله " فامتثلت الخلفاء ذلك بعده وأول خليفة ببس القلنسوة الطويلة الرصافية، وأول خليفة كتب على الأعلام السواد بالبياض: "لا إله إلا الله محمد رسول الله" (23) الإضافة من المحقق استكمالا للمعنى (4) في الهامش الثغور (25) في الحامش : ووبلغ كاتب الأحرف أن بمكة فوق ماثتين وخمسين رباطاه (26) البرجاس : هدف ينصف على رمح أو سارية (المعجم الوسيط : 1 : 46) قارن السيوطي ، الوسائل في مسامرة الأواثل 11 (27) في الأصل : لحسن بن خالد. حول يحى بن خالد، انظر تاريخ اليمقوي، (2: 406، 419، 423).
(18) مشام بن الحكم، يكنى أبا حمد، ولد بواسط، وهو فيلسوف تتلمذ لجعفر الصبادق، وهو من اكبر متكلمي الشيعة الاول وأقدرهم على الجدل والمناظرة (انظرترجته في الفهرست : 249 -250)
صفحه ۲۵