مرشد واجز
المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز
پژوهشگر
طيار آلتي قولاج
ناشر
دار صادر
محل انتشار
بيروت
مصحف عثمان، ويتخذه إماما [٢٤ ظ] ويقال: إن زيد بن ثابت شهد العرضة الأخيرة التي عرضها رسول الله ﷺ على جبريل وهي التي بين فيها ما نسخ وما بقي.
قال أبو عبد الرحمن السلمي: قرأ زيد بن ثابت على رسول الله ﷺ في العام الذي توفاه الله فيه مرتين، وإنما سميت هذه القراءة قراءة زيد بن ثابت؛ لأنه كتبها لرسول الله ﷺ، وقرأها عليه، وشهد العرضة الأخيرة، وكان يقرئ الناس بها حتى مات، ولذلك اعتمده أبو بكر وعمر في جمعه، وولاه عثمان كتب المصاحف، ﵃ أجمعين (١) .
قلت: ومعنى قول عثمان ﵁، "إن القرآن أنزل بلسان قريش" أي معظمه بلسانهم، فإذا وقع الاختلاف في كلمة فوضعها على موافقة لسان قريش أولى من لسان غيرهم. أو المراد: نزل في الابتداء بلسانهم، ثم أبيح بعد ذلك أن يقرأ بسبعة أحرف، وقول ابن عباس ﵄: "لم يكن النبي ﷺ يعلم ختم السورة حتى تنزل البسملة" (٢)، يعني به -والله أعلم- وقت عرض النبي ﷺ القرآن على على جبريل ﵇، فكان لا يزال يقرأ في السورة إلى أن يأمره جبريل بالتسمية، فيعلم أن السورة قد انقضت، وعبر النبي ﷺ بلفظ النزول، إشعارا بأنها قرآن، في جميع أوائل السور [٢٥ و] فيه، ويجوز أن يكون المراد بذلك أن جميع آيات كل سورة كان ينزل قبل نزول البسملة، فإذا كملت آياتها نزّل جبريل البسملة، واستعرض السورة،
_________
(١) شرح السنة ص١٤٢ وظ.
(٢) انظر ص٦٧.
1 / 69