مرشد واجز
المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز
پژوهشگر
طيار آلتي قولاج
ناشر
دار صادر
محل انتشار
بيروت
في مصاحفه، وأنفذ كل إمام منها إلى ناحية، لتكون [٥٥ و] جميع القراءات محروسة محفوظة".
وقال في موضع آخر:
"إنما اختار عثمان حرف زيد؛ لأنه هو كان حرف جماعة المهاجرين والأنصار، وهو القراءة الراتبة المشهورة عن الرسول ﷺ، وعليها كان أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وأبي وعبد الله ومعاذ ومجمع بن جارية وجميع السلف ﵃، وعدل عما عداها من القراءات والأحرف؛ لأنها لم تكن عند عثمان والجماعة ثابتة عن الرسول ﷺ، ولا مشهورة مستفيضة استفاضة حرف زيد".
"وإنما نسب هذه الحرف إلى زيد؛ لأنه تولى رسمه في المصاحف وانتصب لإقراء الناس به دون غيره".
وقال صاحب (١) "شرح السنة":
"جمع الله تعالى الأمة بحسن اختيار الصحابة على مصحف واحد، وهو آخر العرضات على رسول الله ﷺ. كان أبو بكر الصديق ﵁ أمر بكتبته، جمعا بعد ما كان مفرقا في الرقاع ليكون أصلا للمسلمين، يرجعون إليه ويعتمدون عليه، وأمر عثمان بنسخه في المصاحف، وجمع القوم عليه، وأمر بتحريق ما سواه قطعا لمادة الخلاف، فكان ما يخالف الخط المتفق عليه في حكم المنسوخ والمرفوع، كسائر ما نسخ ورفع منه باتفاق الصحابة، والمكتوب بين اللوحين هو المحفوظ من الله ﷿ للعباد [٥٥ ظ] وهو الإمام للأمة، فليس لأحد أن يعدو في اللفظ إلى ما
_________
(١) هو محيي السنة البغوي، سبقت ترجمته في الحاشية رقم ٦ ص٦٦.
1 / 144