الأمير محمد بن عبد الرحمن ستة أشهر أو نحوها، ثم تبع أصحابه - رحمة الله تعالى عليهم -، فقرضت زمرتهم، وانقلبت رياسة الفتوى إلى من تلاهم.
وكان من مشاهير من رحل إلى المشرق في طلب العلم وانتقاء الرواية من أهل قرطبة فأدرك الغاية: محمد بن يوسف بن مطروح، ومحمد بن حارث، وأبو زيد عبد الرحمن ابن إبراهيم، وعبد الأعلى بن وهب، وبقي بن مخلد رضي الله تعالى عنه، ومحمد بن وضاح، ويحيى بن إبراهيم بن مزين، وأبان بن عيسى بن دينار، وعبيد الله بن يحيى بن يحيى، وكان من آخرهم رحلة في أخريات الأمير عبد الرحمن فتشور من أعيان هؤلاء اللاحقين في أيام الأمير عبد الرحمن: عبد الأعلى بن وهب، وأصبغ ابن خليل.
قال: واعتلت منزلة عبد الملك بن حبيب عند الأمير عبد الرحمن، ولا سيما من بعد وفاة الشيخ يحيى بن يحيى، فإنه تفرد بأثرته، وحل منزلته، فلم يكن يقدم أحدًا من أصحابه عليه، ولا يعدل بمشورته عنه.
وذكر معاوية بن هشام الشبانسي قال: كانت في أيام الأمير عبد الرحمن مخارج للناس إلى الاستسقاء في زمن الجدوب، وكان البروز في أكثرها إلى مصلى الربض بعدوة نهر قرطبة الدنيا، أسفلها معهدًا مصلى الأعياد. فحضرهم مخرج استسقاء آخر أيام الأمير عبد الرحمن بعد مهلك نصر الخصي خليفته الغالب على رأيه، أنذر الناس به ليوم بعينه إلى الربض على عادتهم، فأنكر ذلك الفقيه عبد الملك بن حبيب، وكتب إلى الأمير عبد الرحمن يذكر أن نصرًا هو الذي عاق الناس عن مصلى المصارة، وتولع بصرف بروزهم إلى مصلى الربض لقربه من قصره هناك، وقد دفعه....... مشيه نحوه، ويذكر أن البروز إلى مصلى المصارة المتصل بالبلد
1 / 183