وأجدى مني. فإن رأى الأمير سيدي أن يكتب إلى الإمام - أيده الله - بعذري ومكان طويتي فعل. فقد كرهت أن أعتذر بمحضر الملأ، لئلا أوجد لمن ليس له عذري سبيلًا إلى الاعتذار.
فشكر له محمد فعله، واستحسن فيه رأيه، ووعده بتجديد المخاطبة في شأنه.
فقام يحيى، وذهبت إلى القيام، وقد هبت الكلام، فقال لي صاحب المدينة: قد علمت الذي تذهب إليه والذي تستحيى الكلام من أجله. وحقك لازم لي، فأنت مخير بين أن تنفذ لرأي الإمام فتلحق به مستريحًا للهم عن قلبك، وبين أن تدخل بيتك، وتغلق بابك عليك، فلا تخرج عنه لشيء من الأشياء إلى أن يقفل الإمام أصلحه الله، وأنا من وراء الحفظ لك بحول الله.
نقال: فاخترت لزوم بيتي، فلم أخرج منه إلى أن قفل الأمير، فلم أهج بإغضاء صاحب المدينة، وأقام على بينة من أمري، إذ تبين له عذري.
قال ابن عبد البر: وكانت فتيا القضاة في مدة عبد الرحمن بن الحكم تدور على نفر من الجلة ماتوا في أيام الأمير عبد الرحمن في مدة مختلفة، إلا عبد الملك بن حبيب، فإنه استأخر بعد آخرهم موتًا إلى أن هلك الأمير عبد الرحمن، فلحق عبد الملك من أيام ولده
1 / 182