306

منتخبی از منهاج اعتدال

المنتقى من منهاج الاعتدال في نقض كلام أهل الرفض والاعتزال

ویرایشگر

محب الدين الخطيب

مَا جَاءَهُم الْبَينَات وَأُولَئِكَ لَهُم عَذَاب عَظِيم
يَوْم تبيض وُجُوه وَتسود وُجُوه فَأَما الَّذين اسودت وُجُوههم أكفرتم بعد إيمَانكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَاب بِمَا كُنْتُم تكفرون
وَأما الَّذين ابْيَضَّتْ وُجُوههم فَفِي رَحْمَة الله هم فِيهَا خَالدُونَ) قَالَ ابْن عَبَّاس تبيض وُجُوه أهل السّنة وَتسود وُجُوه أهل الْبِدْعَة وَفِي صَحِيح مُسلم عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي ﷺ أَنه قَالَ إِن الله يرضى لكم ثَلَاثًا أَن تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئا وَأَن تعتصموا بِحَبل الله جَمِيعًا وَلَا تفَرقُوا وَأَن تناصحوا من ولاه الله أُمُوركُم
وَالله تَعَالَى قد حرم ظلم الْمُسلمين أحيائهم وأمواتهم وَحرم دِمَاءَهُمْ واموالهم وأعراضهم
وَقد ثَبت فِي الصَّحِيحَيْنِ عَن النَّبِي ﷺ أَنه قَالَ فِي حجَّة الْوَدَاع إِن دماءكم وَأَمْوَالكُمْ وَأَعْرَاضكُمْ عَلَيْكُم حرَام كَحُرْمَةِ يومكم هَذَا فِي شهركم هَذَا فِي بلدكم هَذَا
أَلا هَل بلغت أَلا ليبلغ الشَّاهِد الْغَائِب فَرب مبلغ أوعى من سامع وَقد قَالَ تَعَالَى (وَالَّذين يُؤْذونَ الْمُؤمنِينَ وَالْمُؤْمِنَات بِغَيْر مَا اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مُبينًا) فَمن آذَى مُؤمنا حَيا أَو مَيتا بِغَيْر ذَنْب يُوجب ذَلِك فقد دخل فِي هَذِه الْآيَة
وَمن كَانَ مُجْتَهدا لَا إِثْم عَلَيْهِ فَإِذا آذاه مؤذ فقد آذاه بِغَيْر مَا اكْتسب
وَمن كَانَ مذنبا وَقد تَابَ من ذَنبه أَو غفر لَهُ بِسَبَب آخر بِحَيْثُ لم يبْق عَلَيْهِ عُقُوبَة فآذاه مؤذ فقد آذاه بِغَيْر مَا اكْتسب وَقد قَالَ تَعَالَى (وَلَا يغتب بَعْضكُم بَعْضًا) وَثَبت فِي الصَّحِيح عَن النَّبِي ﷺ أَنه قَالَ الْغَيْبَة ذكرك أَخَاك بِمَا يكره
قيل أَرَأَيْت إِن كَانَ فِي أخي مَا أَقُول قَالَ إِن كَانَ فِيهِ مَا تَقول فقد إغتبته وَإِن لم يكن فِيهِ فقد بَهته
فَمن رمى أحدا بِمَا لَيْسَ فِيهِ فقد بَهته فَكيف إِذا كَانَ ذَلِك فِي الصَّحَابَة وَمن قَالَ عَن مُجْتَهد إِنَّه تعمد الظُّلم أَو تعمد مَعْصِيّة الله وَرَسُوله وَمُخَالفَة الْكتاب وَالسّنة وَلم يكن كَذَلِك فقد بَهته
وَإِذا كَانَ فِيهِ ذَلِك فقد إغتابه
لَكِن يُبَاح من ذَلِك مَا أَبَاحَهُ الله وَرَسُوله وَهُوَ مَا يكون على وَجه الْقصاص وَالْعدْل وَمَا يحْتَاج إِلَيْهِ لمصْلحَة الدّين ونصيحة الْمُسلمين
فَالْأول قَول المشتكي الْمَظْلُوم فلَان ضَرَبَنِي

1 / 323