============================================================
هي ذكرى تلك العصور، وبقايا العلماء... متتخبة من أثر واسع . وعلى اختصارها كان في قصصها عبرة، وفي أخبار علمائها موعظة.. وفي نشرها تعريف بماض يكاد يكون مجهولا.. وعلى اختصارها رأيتا في طواياها فائدة لتاريخ السلف الصالح، واستخراج مكنون عظمتهم ، لا نجد في غيرها ما وجدناه فيها.
أصل هذا الاثر الجليل لمؤرخ معروف هو ابن رافع السلامي المتوفى سنة (774ه- 1372)(1). ورد العراق وأخذ عن علمائه وأكابر أساتذته، تعقب فيه أحوال هؤلاء وشيوخهم إلى أن وصل الى رجال ابن النجار بمراجعات شفهية ومعاجم الشيوخ ، أو مجاميع مدونة وتواريخ مكتوية.
بلغ ثلاثة مجلدات أو أربعة ، حوت العلم الجم، وفيه قوائم مهمة عن طبقات العلماء ومشاهير الاساتذة ومن أخذوا عنهم أو سمعوا منهم .. ومن ثم يتعين مقدارهم وكثرتهم سماه مؤلفه (المختار المذيل به على تاريخ ابن النجار) (ذيل تاريخ بفداد للخطيب) ولم تبق الايام إلا منتخبأ منه قيل له منتشب المختار) وهو خلاصة بل صفوة من تراجم كان يؤسف لانطماس لكرها، فكانت بمنزلة أثر مهشم ، أو بقايا طلول ، هي أحب الينا من حمر النعم ... انتخبه التقي محمد بن أحمد الفاسي(2).
أقدمه للقراء الافاضل منقولا من نسخة مخطوطة سنة 830ه- (1427م) في دار كتب الاوقاف العامة ببغداد من كتب المرحوم السيد تعمان خير الدين الالوسي بخط أحمد بن علي المقري اليماني الحميري المتوفى سنة 863 ه (1459 م) وأمل أن يثال القبول ..
(1) ترجمته في الدرد الكامنة 23 ص 26) وله (ذيل على تاريخ البرزالي) ، وترجمة والده في غاية التهاية ص 282 (2) ترجمته فمي الضوء اللامع ج7 ص18 وهو مندخ الحجان نكرته في ( الملحق الاول على تاريغ العراق) ج2 س 26.
صفحه ۶