رد المحذوف، فيقول في النسب إلى يد: "يَدْيِيّ" وفي غد: "غَدْوِيّ" والقول قول سيبويه، ألا ترى أن الشاعر لما رد الحرف المحذوف بقّى الحركة التي أحدثها الحذف بحالها قبل الرد١ في قوله:
يَدَيانِ بيضاوان عند محلم ... قد يمنعانك أن تضام وتضهدا
فتحريكه٢ الدال بعد رد الياء دلالة على صحة ما ذهب إليه سيبويه من تبقية الحركة بعد الرد. قال أبو علي:
فإن قيل: فما تصنع بقول الراجز:
لا تقلواها وادلواها دلوا ... إن مع اليوم أخاه غدوا
ويقول الآخر:
وما الناس إلا كالديار وأهلها ... بها يوم حلوها وغَدْوا بلاقع؟
ألا ترى أنه قد٣ رد اللام في غد، وحذف حركة العين؟ فهذا يشهد بصحة قول الأخفش: فالجواب: أن الذي قال: "غدوا" ليس من لغته أن يقول: "غد" فيحذف، بل الذي يقول: "غد" غير الذي يقول٤: "غدوا". وإنما شرحت لك٥ أحكام هذه الأسماء؛ لأن أبا عثمان لم يذكرها في الكتاب، فأردت أن أبينها لما اتصلت بهذا الموضع.
"إسكان أوائل الأسماء وإدخال همزة الوصل عليها":
ثم نرجع فنقول: إن هذه الأسماء لما أشبهت الأفعال بهذا الحذف٦ والتغيير، أُسكنت أوائلها ودخلتها همزة الوصل.
١ قبل الرد: ساقط من ظ، ش.
٢ ظ، ش: فتحريك.
٣ زادت ظ، ش في هذا الموضع بعد قد، ما يأتي: "ذهب إلى".
٤ ظ، ش: قال.
٥ لك: زيادة من ظ، ش.
٦ ظ: الحرف، وهو خطأ.