الجواب: لاتيني إن كنت عند اللاتين، وأميركي عند الأميركان، وإنكليزي إذا كنت في مدرسة إنكليزية كمدرسة برمانا - مثلا - تصلي غير صلاتك غصبا عن رقبتك.
وأنت أيتها المدرسة الرسمية، هل عندك للوطن غير كلنا للوطن، للعلا، للعلم؟
الجواب: الاستيطان يمنح الحجل لون تربة البقعة وحجارتها، فإن كان المحيط مارونيا فهي مارونية، وإن كان أرثوذكسيا فأرثوذكسية، وإن كان إسلاميا فهي سنية أو شيعية، وإن كان درزيا فهي درزية، وهكذا قل عن الأرمنية والسريانية والعبرانية، ومع ذلك تطلب المدارس من الدولة أن تفتح خزائنها، وتقذف لها المساعدات بالرفش.
أقول ولا أهاب أحدا: قد يكون للمدارس هدف معين، أما الوزارة فترمي التل ولا تصيبه.
ومع ذلك تتشبث بلقب التربية الوطنية لا لشيء سوى أنها هكذا سميت في فرنسا، كما لم أسم إلا مارون لأنني ولدت في ذلك اليوم؛ يوم عيد مار مارون.
إن مهمة التوحيد عندنا شاقة جدا، ونحن لسنا نطلب التوحيد كاملا؛ لأن دولا كثيرة لم تحققه بعد، فكيف به في دولة لم تبلغ وزارتها التربوية ذروة الاختصاص؟ وإذا وجدنا اختصاصيا فمن يكفل لنا وضعه في محله إذا لم يصادف هوى الطائفيين، وميل المالكين سعيدا، وهل يجرؤ على الإصلاح من كان هذا موقفه، ومن يكفل له أن قوائم كرسيه لا تصطك وتنهار تحته، ويصبح على الأرض يا ... حكم، كما يقولون؟
فخير لنا أن نسمي هذه الوزارات جمعيات خيرية، والمدارس أخويات متحدة تصلي لله جميعا لأجل الوطن، بألسنة مختلفة كتلاميذ المسيح في علية صهيون.
لقد أصبحت الوظيفة كالسيامة، فمن مسحناه بالزيت المقدس أمسى مكرسا.
كانت غاية مدارسنا القديمة أن تخلق منا أناسا تقرأ وتكتب، واللغة - كما يقرر علماء النفس - أخطر عناصر التربية القومية، فخرجنا - والحمد لله - أناسا قارئين كاتبين، أما اليوم فقلما يخرج من يقرأ ويكتب صحيحا بلغتنا الأم؛ وذلك لأن حمل التعليم بل المنهاج ثقيل جدا، كما أوضحنا منذ أيام، فهذا المنهاج لا يحول ولا يزول، كأنما هو لوح الوصايا العشر.
كل شيء يتغير في هذه الدنيا إلا شيئين: منهاج البكالوريا اللبنانية، ووجه ربك ذو الجلال.
صفحه نامشخص