أما حاولت هذه الدولة التي شدنا منهاج دراستنا على طراز منهاجها أن تخلق لكل عصر رجالا؟ فشتان بين فرنسي العصور الوسطى، وفرنسي عصر الانبعاث، وفرنسي عصر الثورة، وفرنسي القرن التاسع عشر، وفرنسي الحربين وما بعدهما، فماذا نفعل نحن الذين نسخنا منهاجهم واسم وزارتنا عنهم؟ وما هي التربية الوطنية التي نريدها؟
ألا تربي كل دولة رجالا ينتسبون إليها؟ فماذا نربي نحن؟
ألا ترى الوزارة أن من نربيهم يصلحون لكل مكان، ولا يصلحون لمكان بعينه؟
فإذا كان هدفنا تربية رجال «دوليين»، فلماذا لا نسميها وزارة التربية الدولية؟ ألا تراه اسما أعم وأفخم وأرخم؟
للطيور التي تعيش مجتمعة نظام اجتماعي موحد، أما نحن، فكما يعلم كل واحد، كل يغني على ليلاه، وما من يسأله: ما هذا النشاز؟ ولكن فلنبعد اليأس، فالأمة لا تتكون إلا بمئات من السنين، وبما أن عناصر تكويننا وثقافتنا وأدياننا متشابهة؛ فلا بد من أن يصير مزاجنا القومي واحدا، إذا صح رأي غوستاف لوبون.
يقول دركايم: إن جسدا يعلم بدون عقيدة هو جسم بلا روح. فما هي عقيدتنا يا ترى؟
ما هو هدفك أيتها المدرسة؟
الجواب عند الجنسية والطائفية.
إذن فلكل مدرسة هدف، ولا يرتقي إنسان إلا إذا استهدف غرضا ساميا.
وأنت يا أخي الأستاذ - وأنا زميلك في معامل الرجال - ما هو هدفك التربوي إذا كنت معلما في مدرسة أجنبية؟
صفحه نامشخص