منادمة الأطلال ومسامرة الخيال

عبد القادر بدران d. 1346 AH
40

منادمة الأطلال ومسامرة الخيال

منادمة الأطلال ومسامرة الخيال

پژوهشگر

زهير الشاويش

ناشر

المكتب الإسلامي

شماره نسخه

ط٢

سال انتشار

١٩٨٥م

محل انتشار

بيروت

كَانَ الْأَوْسَط من الْأَسْوَاق للنَّاس وَاحِد السوقين لمن يشرق بدابته وَالْآخر لمن يغرب بدابته حَتَّى انه كَانَ لَا يلتقي فِيهَا راكبان فسد الْبَاب الْكَبِير والشمالي مِنْهُمَا وَبَقِي القبلي إِلَى الْآن أَقُول وَهَذَا الْبَاب الْبَاقِي مَبْنِيّ بحجارة ضخمة وفوقه صَخْرَة عَظِيمَة قد وضع طرفاها فَوق عضادتيه ومكتوب فَوْقهَا مَا يُشِير إِلَى انه تطرق إِلَيْهِ بعض انهدام فجدده الْملك الْمُعظم شرف الدّين عِيسَى ابْن الْملك الْعَادِل وَهُوَ الَّذِي بنى سور دمشق بعدانهدامه وَبنى طارمة على بَاب الْحَدِيد وَهَذَا الْبَاب يقرب من جَامع السنابلة وبجانبه عَن يسَار الْخَارِج مِنْهُ تربة يُقَال للمدفونة بهَا السِّت جابية وبجانبها سويقة حوانيتها صَغِيرَة وطريقها ضيق جدا وَهِي الباشورة الَّتِي بناها نور الدّين الشَّهِيد وَلها بَاب بِجَانِب بَاب جَامع السنانية الشَّرْقِي الصَّغِير وَهَذَا الْبَاب مَبْنِيّ بِالْحِجَارَةِ الضخمة أَيْضا ومحفور على الْحجر الَّذِي بأعلاه من الْخَارِج بعد الْبَسْمَلَة أَمر بعمارة الباشورة والقبر مَوْلَانَا الْملك الْعَادِل السعيد نور الدّين أَبُو الْقَاسِم مَحْمُود ابْن زنكي بن اق سنقر ضاعف الله لَهُ الثَّوَاب وَغفر لَهُ ولوالديه يَوْم الْحساب ابْتِغَاء مرضاة الله سنة سبع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وآثار الْأَبْوَاب ظَاهِرَة من شِمَاله وَكَذَا آثَار الْأَسْوَاق الثَّلَاثَة الَّتِي أَشَارَ إِلَيْهَا ابْن عَسَاكِر وَقد ظهر مُنْذُ عهد قريب أعمدة ضخمة جدا مطمورة فِي محلّة الخراب فَنقل وَاحِد مِنْهَا إِلَى الْجَامِع الْأمَوِي حِين بنائِهِ كَمَا سَيَأْتِي فَمَا وصل إِلَيْهِ إِلَّا بعد الْجهد لعظمه وَهَذَا مِمَّا يدل على أَن تِلْكَ الْأَسْوَاق الثَّلَاثَة كَانَت معقودة بالأحجار الْعَظِيمَة ثمَّ يَلِي بَاب الْجَابِيَة الْبَاب الصَّغِير وَهُوَ الْبَاب القبلي للبلد قَالَ ابْن عَسَاكِر سمي بذلك لِأَنَّهُ كَانَ اصغر أَبْوَابهَا حينما بنيت اهـ وَهُوَ بَاقٍ إِلَى الْآن بمصلبة الشاغور وَمن جَانِبه الغربي زقاق يُقَال لَهُ زقاق الصمادية وَمن شرقيه طَرِيق يُوصل إِلَى حارة الزط وبناؤه قوي متين واخبرني بعض سكان تِلْكَ الْجِهَة انه كَانَ فِي قبلته بَاب آخر نَظِيره فهدم فِي حُدُود تسعين وَمِائَتَيْنِ بعد الآلف وَجعل مَكَانَهُ حوانيت للْبيع وَالشِّرَاء وَالظَّاهِر أَن هَذَا كَانَ هُوَ الأَصْل وان الْمَوْجُود الْآن احدث بعده ثمَّ يَلِي هَذَا الْبَاب من الْقبْلَة إِلَى الشرق بَاب كيسَان قَالَ ابْن عَسَاكِر ينْسب إِلَى كيسَان مولى مُعَاوِيَة وَذكر هِشَام بن مُحَمَّد الْكَلْبِيّ انه مَنْسُوب إِلَى كيسَان مولى

1 / 40