ملوک الطوائف و نظرات در تاریخ اسلام

کامل کیلانی d. 1379 AH
142

ملوک الطوائف و نظرات در تاریخ اسلام

ملوك الطوائف ونظرات في تاريخ الإسلام

ژانرها

فأما الفرس فكانوا من الفريق الأول - وقد ألفوا دينا معقدا - فلما جاء الإسلام وجدوه أيسر وأبسط مما ألفوه، ورأوا تعاليمه جافة شديدة الجفاف بعيدة عما ألفوه من خيال خصب بهيج.

أما سواد المفكرين الأحرار فقد وجدوا هذا الدين شاقا شديد العسر - على ما فيه من تيسير وتسهيل - وهكذا وجدوا كل دين آخر عسيرا شاقا، ما دام يفرض عليهم بعض القيود، فلم يرضوا عن الإسلام ولا عن غيره من الديانات.

وثم نرى نزعتين باديتين في الشيع الإسلامية، إحداهما ترمي إلى اقتباس التعاليم الدينية من الأديان الأخرى، والثانية تنزع إلى انتهاز الفرص للتخلص من أكثر أوامره ونواهيه، وتحوير نصوص أحكامه حتى يصبح وفق رغباتهم وأهوائهم. •••

وكانت هاتان النزعتان تمشيان أحيانا جنبا إلى جنب، فقد عرف الجاحدون كيف يستفيدون من المتشددين في العقيدة، وتضافرت المصالح الشخصية والمآرب السياسية على ذلك، ورأى الفرس أن يسلكوا كل وسيلة للتخلص من نير الاستعباد، وفكروا في مواصلة العمل على استقلال فارس.

وفي كل مكان في الدنيا نرى الشيع والنحل في كل زمن تنشأ لغاية سياسية أكثر منها دينية، ولا تحوي الفصول التالية جميع هذه المذاهب، بل تشير إلى أعظمها خطرا وأكبرها أثرا، فليس من همنا أن نذكر تاريخ الشيع والنحل، وبحسبنا أن نتتبع النزعات السياسية مغفلين منها ما لا خطر له. •••

وقد كتب المؤلفون المسلمون في هذا الصدد مدفوعين باعتبارات دينية عن الإسلام وقرروا عكس ما نقرره، فإذا قامت الشبهة قوية في الإسلام لجئوا إلى اختراع تقليدي - ولا جرم أنه تقليدي - من مقتضاه أن النبي

صلى الله عليه وسلم

قال: «تنقسم أمتي إلى ثلاث وسبعين شعبة اثنتان وسبعون منها هالكة وواحدة ناجية.»

وقد أضافوا إلى هذا أنه كان للزرواستر سبعون شعبة، ولليهود إحدى وسبعون شعبة، وللمسيحية سبعون، ثم ذهبوا إلى قياس عظمة الدين إلى عدة ما يحويه من شعب.

وهذه البدعة التي نعدها غريبة مردها إلى قيمة رمزية، فإن العدد المقدس: وهو يبدأ من سبعين إلى اثنين وسبعين كان في آسيا - منذ أقدم العصور - متداولا نظرا لقيمته الرمزية.

صفحه نامشخص