ملوک الطوائف و نظرات در تاریخ اسلام

کامل کیلانی d. 1379 AH
137

ملوک الطوائف و نظرات در تاریخ اسلام

ملوك الطوائف ونظرات في تاريخ الإسلام

ژانرها

ولم يبح لهم أن يتخذوا لخيولهم سروجا أو يتقلدوا سلاحا أو يستخدموا مسلما عندهم. •••

ولا ريب أن هذه الشروط لم تكن تطبق بحذافيرها - في أول الأمر - إلا في أحوال استثنائية نادرة؛ لأن الولاة المنوط بهم تنفيذها كانوا على جانب كبير من التسامح والعدل والرحمة، فلم يبالوا بتنفيذ هذه الشروط القاسية، وقد وصل بهم التسامح إلى حد انهم كانوا يبرمون معاهدات - في بعض الأحايين - بينهم وبين المسيحيين تعفيهم من تنفيذ أكثر هذه الأمور. •••

ومهما يكن من أمر فقد كان مركز المسيحيين عند المسلمين يكاد يكون مماثلا لمركز اليهود في أوروبا إبان القرون الوسطى.

وهو المركز الذي لا يزال يضعهم فيه السواد الأعظم من الناس، فقد كان سادتهم ينظرون إليهم باشمئزاز واحتقار ويعدونهم من الأنجاس، فلا يتحدث مسلم إلى مسيحي أو قسيس - على الأخص - إلا عن بعد حذرا من ملامسته كي لا يدنس ثوبه.

3 •••

ومتى دان المسيحي بالإسلام تطهر من رجسه كما يتطهر اليهودي عندنا حين يدين بالمسيحية بعد أن نعمده، ثم يصبح إلى حد ما على قدم المساواة مع المسلم.

أقول إلى حد ما لأن مسلمي العرب دائما أرستقراطيون لا ينظرون إلى المسيحي - حتى بعد إسلامه - إلا نظرة السيد، ولا يخاطبونه إلا من حالق، على أن إسلام المسيحي كان الخطوة الأولى إلى الكرامة والشعور بالعزة، والزمن وحده كفيل بتحقيق ما يليها من الخطوات، ولن يلبث ابن المسيحي أن يصبح مسلما أصيلا يتمتع بكل ما يتمتع به العربي من عزة وكبرياء.

معجزة الإسلام

أضف إلى هذا أن انتقال السوريين والمصريين من المسيحية إلى الإسلام لم يكن عسيرا شاقا فقد كانوا - على الحقيقة - يجهلون من أمور دينهم كل شيء؛ لأن الجهل في تلك العصور كان ضاربا بجرانه، وقد اقتبس الإسلام كثيرا من أصول المسيحية - اقتباسا مباشرا أو غير مباشر - ولا تنس أن عقيدة الحساب كانت ذائعة في القرون الوسطى، وقد كان لها أكبر الأثر في نفوس الناس، وكانوا يؤمنون بأن الغالب لا بد أن يكون على حق، وكانوا يتساءلون مدهوشين: «لو صح ما قاله القساوسة من أن محمدا نبي منافق كذاب، فكيف نعلل انتصاره، وما بال فتوحات أتباعه تترى وتتلو إحداها الأخرى، وما بال انتصاراتهم على الشعوب لا تقف عند حد؟ وكيف لا يدل ذلك على معجزة هذا الرسول؟»

ولقد كانوا يعتقدون - أول أمرهم - أن خذلان المسلمين سيتم بمعجزة قريبة، فقد طالما سمعوا عن معجزات الكنيسة التي كانت تحدث لأقل مناسبة، وانتظروا هذه المعجزة التي تخلص البلاد المسيحية من غزوات المسلمين، ولكن انتظارهم تلك المعجزة قد طال وذهب صبرهم أدراج الرياح، وعبثا حاولوا وقوع هذه المعجزة.

صفحه نامشخص