سعيد بركات الصنعانى مولده في ربيع الأول سنة 1125 خمس وعشرين ومائة وألف وأخذ عن أعلام صنعاء بعصره وبرز في علم الآلة وأخذ في الفقه والحديث والتفسير وطالع في كتب الأدب والتواريخ والأشعار ولما حج أخذ عن الشيخ محمد حياة السندى ودرس صاحب الترجمة في عدة فنون واشتغل في آخر أمره بالتدريس في الفقه وكانت له اليد الطولى في تعبير الرؤيا والتفرس في حال الرائى وكان دمث الأخلاق رفيق الحاشية حسن المحاضرة لطيف الطبع شريف النفس كثير الدعاء والالتجاء إلى الله تعالى حلو المجون بديع اللطائف والاستعارات مطرحا للكبر عارفا بأحوال أبناء زمانه غير مشتغل بالتكليفات العرفية لا يتأنق في ملبوسه ولا يبالى على أى وجه كان ظهوره وكان رحمه الله لا يدع صلاة الجماعة وعيادة المرضى ويقعد لانتظار الجنائز خارج باب اليمن المعروف بمدينة صنعاء فيشيع كل جنازة تمر به من جنائز المسلمين إلى فوق القبر سواء كان يعرف الميت أو لم يعرفه وكان في أول أيامه قد جاب الديار وتنقل في الأقطار ومن شعره
(أنا عند الجفاء أزداد ودا ... لخليلى إذا جفانى الخليل)
(أصل القاطعين في هذه الدار ... لعلمى أنها ستزول)
(وكفانى إنى إذا شغل الناس ... كثير منها كفانى القليل)
(بعد خمسين حجة وثلاث ... نحو دار البقاء حان الرحيل)
وكان قد رأى في منامه قبيل وفاته انه أطلق من السجن فعلم أنه قد دنا أجله ودعا الفقيه لطف الله بن أحمد جحاف وقال له أنت وصي فاكتب قال ما اكتب قال اكتب بسم الله الرحمن الرحيم
صفحه ۲۶