( وللماء ما دارت عليه القلانس )
يعني أنهم صبوا الماء في مزجها حتى علا رؤوسها
قال الجاحظ
أنشدت هذه الأبيات أبا شعيب القلال وكان عالما شاعرا فقال يا أبا عثمان هذا شعر لو نقر لطن فقلت له ويلك ما تفارق الجرار والخزف حيث كنت
وقال الجاحظ
نظرنا في الشعر القديم والمحدث فوجدنا المعاني تقلب وبعض يأخذ من بعض وقل معنى من معاني الشعر القديم تفرد بإبداعه شاعر إلا ورأيت من الشعراء من زاحمه فيه واشتق منه شيئا غير عنترة يصف ذبابا خلا في دار عبلة وذلك قوله
( وخلا الذباب بها فليس ببارح
غردا كفعل الشارب المترنم )
( هزجا يحك ذراعه بذراعه
فعل المكب على الزناد الأجذم )
وقول أبي نواس من المحدثين
( قرارتها كسرى وفي جنباتها
مها تدريها بالقسي الفوارس )
( فللخمر ما زرت عليه جيوبها
وللماء ما دارت عليه القلانس )
وقال يصف كرما
( لنا هجمة لا يدري الذئب سخلها
ولا راعها رز الفحالة والخطر )
صفحه ۳۲