============================================================
القدمة التحقيقية قرأت على قبر الشافعي بمصر في مقابر بني عبد الحكم(1) وقد ذكر أهل السير ما يدل على رجاحة عقله ونصحه، فقد كان متعاهدا القاضي يسى بن المنكدر بالنصح فيما يراه خطأ، وقد أثبتت الأيام بغدصدق رأي ابن عبد الحكم تقلله.
قال سعد بن عبد الله بن عبد الحكم: "لما ولي ابن المنكدر وكانت حاشيته الصوفية - فكان إذا بلغ أبي أنه كان منه ما ينكره الناس، بعث إليه أخي عبد الحكم ينهاه عن ذلك، ويأمره بما يراه، فبعث إليه مرة، فالتفت إلى أخي، وقال: ما يظن أبوك إلا أنه أعتق المنكدر.
فأمسك عبد الله أن ينهاه عن شيء، وغلبت عليه الصوفية"(2) ولما عزل الخليفة عبد الله بن طاهر وكان محبوبا من العامة، وولى مكانه أخاه المعتصم، طلبت الصوفية من القاضي عيسى بن المنكدر أن يكتب إلى الخليفة المأمون انما لا يرضون بولاية المعتصم على مصر، فنهاه ابن عبد الحكم ولكنه لم يمثل لذلك، فكتب إلى المأمون أنه لا يرضى بولاية المغتصم، فلما بلغ الكتاب المأمون أطلع عليه أخاه المعتصم، فقال له: ما الذي فعلت في أهل مصر؟ قال: ما فعلت بهم شيئا!! فقال: هذا كتاب قاضيهم، يزعم أنه لا يرضى بولايتك عليهم، فقال: ما أسأت إلى واحدمنهم، ولأفعلن بابن المنكدر وأفعلن، فلما قدم المعتصم إلى مصر عزل عيسى بن المنكدر وحبسه رق وقد كان تقللة بواسي نظراءه من أهل العلم بما رزقه الله من العلم والجاه، فمن ذلك إحسانه إلى الشافعي تغلله لما قدم مصر قال الحافظ الخليلي: وهو الذي استقبل الشافعي ومعه ألف دينار(4) وقال ابن عبد البر: "وكان عبد الله صديقا للشافعي، وعليه نزل حين جاء من (1) البيهقي، مناقب الشافعي: 289/2.
(2) القاضي عياض، ترتيب المدارك: 42/4.
() الكندي، الولاة والقضاة، ص : 440.
(9) الخليلي، الارشاد :427/1.
صفحه ۳۱