في سفر التكوين الذي هو أسفار التوراة، فكيف دخلت في المتن؟!
والصواب ما رجحه المفسر آدم كلارك أن هذه الفقرات ليست من كلام موسى قطعا، وأنها كانت مكتوبة على حاشية سفر التكوين في بعض النسخ، فظن الناقل فيما بعد أنها جزء من المتن فأدخلها فيه.
فانظر كيف اعترف هذا المفسر بأن هذه الفقرات التسع الخارجة عن التوراة قد ألحقت في المتن بإحدى نسخها، ثم شاعت بعد ذلك ودخلت في جميع النسخ، وعلى اعترافه يلزم أن كتبهم كانت صالحة للتحريف بالزيادة.
[التحريف بزيادة عبارة إلى هذا اليوم]
٧ - التحريف بزيادة عبارة (إلى هذا اليوم): ففي سفر التثنية ٣ / ١٤: (يائير ابن منسى أخذ كل كورة أرجوب إلى تخم الجشوريين والمعكيين ودعاها على اسمه باشان حووث يائير إلى هذا اليوم) .
وهذه الفقرة كلها لا يمكن أن تكون من كلام موسى ﵇؛ لأن المتكلم بها لا بد أن يكون متأخرا كثيرا عن زمان يائير بن منسى كما يشعر به قوله: (إلى هذا اليوم)، فإن مثل هذا اللفظ لا يستعمل إلا في الزمان الأبعد.
وقد نفي هورن في تفسيره أن تكون هاتان الفقرتان من كلام موسى ﵇، (أي التحريف الذي مر في رقم ٦ ورقم ٧)؛ لأن الفقرة الأولى الواردة في سفر التكوين ٣٦ / ٣١ دالة على أن الكاتب كان في زمان بعد زمان قيام مملكة لليهود في فلسطين، والفقرة الثانية دالة على أن الكاتب كان في زمان بعد زمان إقامة اليهود في فلسطين، وكلاهما بعد موسى، وهاتان الفقرتان في نظر هورن ليستا بلا فائدة فحسب، بل هما ثقلان على متن الكتاب، فلو كان مصنف سفر التثنية هو موسى ﵇ لا يقول: (إلى هذا اليوم)، ورجح
1 / 68