مختارات من القصص الإنجليزي
مختارات من القصص الإنجليزي
ژانرها
ترك كوبز ضيعة «إلمز»، وذهب الغلام هاري إلى جدته العجوز في يورك، وكانت لا تضن على حفيدها بالأسنان التي في فمها (لو كان في فمها شيء) فقد كانت مجنونة به. ولكن ماذا تظن أن هذا الطفل صنع؟ فإن لك أن تسميه طفلا وألا تخشى الغلط؟ لقد فر من جدته مع نورا وقصدا إلى «جريتنا جرين» ليتزوجا هناك!
وكان كوبز يعمل في هذا الفندق عينه - فندق شجرة الميلاد - (وكان كثيرا ما يتركه ليحسن حالته ولكنه كان يعود إليه دائما لسبب ما) وفي مساء يوم من أيام الصيف وقفت المركبة ونزل منها الطفلان! وقال الحارس لصاحب الفندق: «إن أمر هذين الراكبين الصغيرين يبدو لي كاللغز، ولكن الغلام قال لي إنه يريد أن آتي بهما إلى هنا.» ... ينزل الغلام، ويمد يده إلى فتاته ليعينها. وينفح الحارس بشيء على سبيل التجزية، ثم يلتفت إلى رب الفندق ويقول له: «سنبيت هنا الليلة، من فضلك ... وسنحتاج إلى حجرة جلوس وغرفتي نوم ... وهات كفاية اثنين من اللحم المشرح والفالوذ بالعناب.» ويضم على حبيبته شملتها السماوية الزرقة، ويحيطها بذراعه ويدخل ثابت الجنان!
وقال كوبز: إنه يترك لي أن أتصور الذهول الذي استولى على كل من في الخان حين رأوا الصغيرين يجيئان وحدهما، ويفعلان ما فعلا! وكان كوبز يراهما ولا يريانه، فلم يكتم رب الفندق رأيه، في بواعث هذا السلوك والغاية من هذه الرحلة، فقال صاحب الفندق: «إذا كان الأمر كذلك يا كوبز فسأركب إلى يورك لأطمئن آلهما. ويجب عليك أن تجعل عينيك عليهما، وأن تسليهما وتلهيهما حتى أعود. ولكني أحب قبل أن أقدم على هذه الرحلة، أن تستوثق منهما لتعرف أمصيب أنت في رأيك أم مخطئ.»
فقال كوبز: «سيكون ما تريد حالا.»
وصعد كوبز إليهما، فألفى الغلام هاري على أريكة عظيمة، وإنها لعظيمة وكبيرة في كل حال وفي كل وقت، ولكنها بدت أعظم وأضخم لما اتكأ عليها هاري ليكفكف لنورا دموعها ويمسحها بمنديله، وكانت أرجلهما معلقة في الهواء وقد أعرب كوبز لي عن عجزه عن وصف صغرهما وضآلتهما.
وصاح السيد هاري: «هذا كوبز ... هذا كوبز.» وأقبل عليه يعدو، وتناول يده، وجرت إليه الآنسة نورا أيضا، ووقفت إلى جانبه الآخر، وتناولت يده الثانية، وجعلا يتوثبان وينطان من الفرح.
فقال كوبز: «لقد رأيتكما من المركبة، فعرفتكما، وهل كان يمكن أن أغلط أو أنسى؟ ماذا وراء هذه الرحلة يا سيدي؟ الزواج؟»
فقال الغلام: «سنتزوج يا كوبز في جريتنا جرين. وقد فررنا لهذا الغرض. إن نورا مكتئبة قليلا يا كوبز، ولكنها جديرة بأن يسعدها الآن أنا وجدناك فإنك لنا صديق.»
فقال كوبز: «أشكرك يا سيدي، وأشكرك يا آنسة، على حسن ظنك بي. والآن هل معكما أشياؤكما؟»
وإذا صدق كوبز الذي أقسم أن الأمر كما يصف، فقد كان مع نورا شمسية وزجاجة نوشادر، وخبزات يابسات مدهونات بالزبدة، وثماني نعناعات وفرشاة أسنان يخيل إليك أنها مصنوعة للعبة، أما الغلام فكان معه حوالي ست ياردات من الخيط، ومبراة، وثلاث ورقات أو أربع مطوية، وقدح عليه اسمه.
صفحه نامشخص