مختارات من القصص الإنجليزي
مختارات من القصص الإنجليزي
ژانرها
والتفت إلينا الرحالة وقال: «أين الكبريت؟» وأشعل عودا وقال وهو يدني البيبة من شفتيه: «الحق أقول إني أنا لا أكاد أصدق ... ومع ذلك ...»
وصوب عينيه في صمت، إلى الأزاهير الذابلة على المنضدة، ثم بسط يده التي فيها البيبة، فرأيته ينظر إلى جروح على عقل أصابعه لم يتم التئامها.
ونهض رجل الطب، ودنا من المصباح، وفحص الأزاهير وقال: إن بعضها غريب، فانحنى النفساني لينظر، وهو يمد يده طالبا واحدة منها.
وقال الصحفي: «لقد صارت الساعة الأولى إلا ربعا. فكيف نذهب إلى بيوتنا؟»
فقال النفساني: «المركبات كثيرة عند المحطة.»
وقال رجل الطب: «غريب! ولكني لا أعرف الترتيب الطبيعي لهذه الأزهار، فهل تسمح لي بها؟»
فتردد الرحالة في الزمن ثم قال فجأة. - «كلا!»
فسأله رجل الطب: «من أين جئت بها؟»
فرفع الرحالة يده إلى رأسه، وقال وكأنه يحاول أن يمسك فكرة تحاوره وتتفلت منه: «لقد وضعتها وينا في جيبي لما رحلت إلى المستقبل» وأدار عينه في الغرفة، وقال: «أرى كل شيء يتسرب من ذهني ... هذه الغرفة ... وأنتم ... والجو العادي ... أكثر مما تحتمل ذاكرتي ... أحق أني صنعت آلة للزمان؟ أو نموذجا لآلة زمان؟ أم ترى كل هذا حلم ليس إلا؟ يقولون إن الحياة حلم - حلم سقيم في بعض الأحيان - ولكني لا أقوى على حلم آخر لا يستقيم مع سواه. جنون! ومن أين جاء هذا الحلم؟ يجب أن أرى هذه الآلة ... إذا كان هناك آلة ...!»
ورفع المصباح بسرعة وحمله وخرج به من الباب إلى الدهليز، ونحن في أثره، فإذا الآلة تطالعنا في ضوء المصباح المضطرب، وهي رابضة ماثلة دميمة المنظر، وكلها صلب وعاج وأبنوس وحجر لماع شفاف، ولكنها متينة فقد لمحتها، وعليها أقذار، وعلى عاجها لوثات، وقد علق بأسافلها بعض الحشائش، وأحد قضبانها ملتو.
صفحه نامشخص