3
الناس الأمر تفرجوا
4
بالجمال، وإذا اعتراهم المكروه عاذوا به، فكان لهم خير العزاء، وكان لهم منه نعم الجزاء.
هذه الشمس تصحو بسحرة
5
من رقادها، وتتثاءب وتتمطى، وتأخذ زينتها لتطلع على الأرض، وهي لا تتبدى للأفق قبل أن ترسل من أشعتها رسلا خفاقا يكشفون لها وجه الطريق، حتى إذا رأوا أن جيوش الظلام تركب مناكبه، وتسد مسالكه، فتحيروا بينها ولم يجدوا لها مدفعا، استنجدوا فأنجدتهم من أشعتها برسل، ويقوم النزال، ويستحر القتال، وكلما قدم من ضوء النهار مدد انقبضت أجنحة الليل، وكلما أقبلت من جيوش الشمس نجدة، انحازت بين يديها جيوش الظلام، حتى إذا هي شمرت ذيلها وولت، وكسي أديم الأرض بذلك الضوء اللين الدقيق، بدا من الشمس حاجب لعلها تستوثق به من أمن الطريق، ثم جعلت تتثاقل في مطلعها وتتجنى، وتتهادى في مشرقها وتتأنى، والطيور تلاغيها بترجيعها وشدوها، والدواب تحييها بوثبها وعدوها، إلى أن تركب في فلكها، وتستوي على عرش ملكها، ولا تزال عامة نهارها تصدر توقيعاتها في حياة هذا العالم: فيا ضوء أنر للخلق سبلهم حتى يستطيعوا أن يسعوا في مناكب الأرض ويأكلوا من رزق الله، ويا أرض أنضجي بذرك ليزكو زرعه، ويبسق؛
6
فرعه، ويطيب للآكلين ثمره وينعه
7
صفحه نامشخص