142

ويلي عليك وويلي منك يا هذا القلم!

هذا ميزان النهار قد اعتدل، وهذا البريد يتهيأ للسفر، فإن لم أرسل على جناحه حديثي «للجهاد» فبأي وجه أطالع القراء من غدي؟ إذن فلأبعث بهذه الشكوى العاجلة، لعل في معشر القارئين من يعذر الكاتب إذا ونى أو قصر، ويرثي له إذا تعاصى عليه البيان وتعذر!

في الجمال1

لا أعرض لتعريف الجمال، لأنني عاجز عن تعريفه، وما الحاجة إلى ذلك وهو حاضر في كل نفس، موصول بكل حس، يستشعره الإنسان، كما يستشعره الحيوان؟

والجمال يتجلى في الإنسان، وفي الحيوان، وفي النبات، وفي الماء، وفي كواكب السماء، وفي الجبل الأشم، وفي الصخر الأصم؛ بل إنه ليتجلى على متن الصحراء الموحشة، ما تبض

2

من الماء بقطرة، ولا تتفرج من النبات عن زهرة، فالجمال ماثل في كل خلق من خلق الله لو تفقده المتأملون!

وفي كل شيء له آية

تدل على أنه الواحد

وإذا كان القدر قد جرى على أهل هذه الأرض بألوان المشاق والمتاعب، وأنواع الرزايا والمصائب، فقد سوى الله الجمال في كل شيء ويسره لكل طالب، وهيأه لكل حاسة؛ حتى إذا حزب

صفحه نامشخص