============================================================
ومما أضافه الصرصرى فى فن المدائح النبوية تجديده فى مقدمة القصائد، حيث بدا بعض قصائده فى المديح بالتبيح والحمد لله بدلا من المقدمة الطللية التقليدية، كما فى نونيته التى مطلعها: سبحان ذى الجبروت والبرهان والعز والملكوت والسلطان كما برع الصرصرى في بناء الصورة الفتية فى قصائده من خلال معانى القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
ويمكن إجمال الخصائص الفنية لمدائح الصرصرى فى العناصر التالية: (1) امتلاكه ناصية اللغة : ويظهر ذلك فى وفرة معجمه واتساعه للوفاء بقواف لقصائد طويلة، بل وبالغة الطول.
(2) تأثره بالمعجم القرآى والتبوى، لفظا ومعنى، وكثيرا ما ينظم المعانى من القرآن والستة فى ثتايا تعبائده، مما أعضى شعره مسحة من نور القرآن والنبوة.
(2) وفرة النغم المسوسيقى، وتاتى له ذلك بالنظم على كل بحور الشعر العربى، وتنويع القوافى على جميع الحروف الهجائية.
(4) التباين فى الأسلوب بين السهولة والصعوبة، فنقرأ فى شعر الصرصرى القصائد ذات الألفاظ السهلة والتراكيب البسيطة، كما فى قوافى : الهمزة والدال والراء واللام والميم والنون، ونقرأ فيه القصبائد ذات الألفاظ الحوشية الوعرة التى نحتاج إلى مراجعة المعاجم فى كل بيت منها، خاصة فى قوافى: الشاء والذال والشين والصاد والضاد والطاء والظاء والغين والكاف: والسر فى هذا التفاوت الأسلوبى يرجع إلى التزام الصرصرى بالنظم على كل حروف المعجم، وبطبيعة الحال فإن القصائد التى نظست على قواف سهلة كالراء واللام ونحوها ستجنح إلى السهولة؛ لوفرة الكلمات المتاحة لقوافيها ، وعلى النقيض من ذلك القصائد التى تظمت على قواف صعبة كالثاء والذال وتحوهما؟
إذ الكلسمات التى تنتهى بالثاء والذال ونحوهما لا توفر له القوافى الكافية، فهو
صفحه ۱۸