[6.1]
اعلم أن هذه الطائفة يدخل فيها جميع الطوائف ويتعلق بها أكثر الخلق وذلك أنها صناعة واسعة الدائرة تحتمل أمور شتى وهم أصحاب الدهاء والمكر والمحال ولهم الجسارة على كل ما يفعلونه ولهم ألف باب من أبواب المكر ولولا الإطالة ذكرتها جميعها بل ذكرت منها شيئا يستدل به العاقل على الكل فمنهم أصحاب النواميس والفقراء والمدروزين وأصحاب البلاء من الزط وغيرهم وأصحاب الوحوش مثل الدباب والقرود والذين يعلمون التيوس والحمير ويؤلفون بين القط والفأر ويعملون اللحى للنساء والذين يدعون أنهم كانوا مأسورين والذين يدعون العمى وكل مرض يظهرون الاستسقاء والقروح والخراجات ولهم أشياء كثيرة مثل ذلك ولهم الحج الذي يركبون الجمل وأما الوعاظ فهم أعلى مرتبة بني ساسان ولهم الدهاء والمكر والحيل ومع ذلك فإن الإنسان إذا احتاج احتال وقد قال الشيخ ساسان الحيلة عليهم ولا الحاجة إليهم إلا أن بني ساسان أسرع تقدما إلى هذه الأفعال وقد ذكر أن كان على عصا ساسان من جسر أيسر ومن هاب خاب فاعلم ذلك وقد أتيت لك من اختلاف أجناسهم ما تكتفي به عن غيرهم وسوف أكشف لهم بعض أسرارهم لتقف عليها وتعلم أني قد مارست الأمور وعرفت حقائق الأشياء وبواطنها
6.2 الباب الأول في كشف أسرار الذين يدعون العمى
[6.2]
وذلك أنهم يعمون من غير عمى وإذا أرادوا ذلك يأخذون من دم القراد جزءا
~~ومن الصمغ العربي جزءا ثم يكتحلون به على أطراف جفونهم فتنطبق وتلزق فلا
~~يشك من رآهم أنهم عميان وإذا أرادوا أن يفتحوها فيأخذون الصابون ثم يغسلون
~~به أعينهم فإنها تنفتح فاعلم ذلك
6.3 الباب الثاني في كشف أسرار الذين يدعون الجذام
[6.3]
صفحه نامشخص