الخيرات الأخلاف ، ويكون بها صلاح العالم ، وانتظام شمل بني آدم ، فلا راد لمن فتح أبواب الاتحاد ، وجنح للسلم وما حاد ولا حاد ، ومن ثنى انه عن المكافحة فهو كمن مد يد [ المصالحة ] للمصافحة ، والصلح وإن كان سيد الأحكام ، فلابد من أمور ثبنى عليها قواعده ، وتعلم من مدلوله فوائده . فالأمور المسطورة في كتابه هي كليات لازمة عمر بها كل مغني ومعلم ، إن تهيأ صلح أو لم ؛ ثم أمور لابد وأن تحكم ، وفي سلكها عقود العهود تنظم ، قد تحملها بلسان المشافهة التي إذا أوردت أقبلت إن شاء الله عليها النفوس ، وأحرزتها صدور الرسائل كأحسن ما تحرزه سطور الطروس .
، فما على هذا النسق من الود ينسج ، ولا على هذا السبيل ينهج ؛ بل الفضل المتقدم في الدين ونصره عهود رعى ، وإفادات ستدعي ، وما برح الفضل والأولوية وإن تناهي العدد للواحد الأول ، ولو تأمل مورد هذه الآية في غير مكانها لتروي وتأول .
المشافهة التي على لسان أقضي القضاة قطب الدين ، وكان منها ما يناسب ما في هذا الكتاب من دخوله في الدين ، وانتظام عقده بسلك المؤمنين ، وما بسطه من معدلة وإحسان ، مشكورة بلسان كل إنسان ، فالبيئة الله عليه في ذلك ، فلا يشينها منه بإمتنان ، وقد أنزل الله على رسوله في حق من امتن بإسلامه : «قل لاتمنوا على إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان » .
صفحه ۸۲