ولا لوم من عذل ؛ على أنها وإن كانت من الأفعال الحسنة والمثوبات التي تستنطق بالدعاء الألسنة ، فهي واجبات تؤدي وقربات بمثلها يبدي ، وهو أكثر من أنه بإجراء أجر غيره يفتخر أو عليه يقتصر أوله يدخر ، بل إنما تفخر الملوك الأكابر برد ممالك على ملوكها ، ونظمها على ما كانت عليه في سلوكها . وقد كان والده فعل شيئا من ذلك مع الملوك السلجوقية وغيرهم ، وما كان أحد منهم يدينه بدين ، ولا دخل معه في دين ؛ وأقرهم في ملكهم وما زحزحهم عن ملكهم ، ويجب عليه أن لا يرى حقا مغتصبا ويأبى إلا رده ، ولا باعا متدا بالظلم ويأبى إلا صه . حتى أن أسباب ملكه تقوى ، وأيامه تتزين بأفعال التقوى .
بالأذى ، وإصفاء موارد الواردين والصادرين من شوائب القذى ، فمن حين بلغنا تقدمه بمثل ذلك ، تقدمنا أيضا بمثله إلى سائر نوابنا بالرحبة والبيرة وعينتاب ، وإلى مقدمي العساكر بأطراف تلك الممالك . وإذا اتحد الإيمان ، وانعقدت الأيمان ، تحتم هذا الإحكام ، وترتب عليه جميع الأحكام .
بزي الفقراء قتل جماعة من الفقراء الصلحاء رجما بالظن ، فهذا باب من تلقاء ذلك الجانب كان قحه ، وزند من ذلك الطرف كان قدحه . وكم من متزي بفقير من ذلك الجانب سيوه ، وإلى إطلاع على الأمور سوروه ، وأظفر الله منهم بجماعة كبيرة فرفع عنهم السيف ، ولم يكشف ما غطوه بخرقة الفقر بلم ولا كيف .
صفحه ۸۱