وهو لمن يكون بابا روميه ، الذي هو خليفة الفرنج ، وأمره راجع إلى بطرك أنطاكية ، والفرنجية تميزه ، وكان أهله عند فتح أنطاكية سألوا الهدنة ، فأجيبوا إليها ، فما وقفوا عندها لأنهم أذلاء لصمغار ومن معه من التتار . وضربوا البشائر على الأصوار ، فأظهر السلطان لكليام النائب بالقصير الصافاة . وأرسل إليه الأمير سيف الدين الدوادار ، فأظهر غضبا بكونه ماخرج للقائه ، وقصد الرجوع . فبلغ ذلك كليام ، فخرج إليه مسرعا ليسترضيه ، فاستدرجه الأمير سيف الدين في البعد عن القلعة بصورة امتناع من العود . ولما وصلوا كارشه ، وتسلمه واحد بعد واحد من الأمراء يكارشونه ، ويسلمون عليه ، حتى أخرجوه عن جماعته ، ولعب السيف بمن كان معه ، وأغلق باب الحصن . وأتى بكليام إلى السلطان ، وكان شيخا كبيرا . فتوجه به السلطان إلى دمشق ، فمات بها . ورتب عسكر الحصار على القصير ، فسلمه أهلها يوم الأربعاء ثالث وعشرين جمادى الأولى سنة 674 ه.
وحاصروها ، وكان مقدمهم أبطاي . فلما بلغ السلطان ، أنفق في العساكر المصرية والشامية بنفسه ، وأمرهم بسرعة التجهيز ، وخرج . ولما وصل إلى القطيفة ، بلغه أن التتار قد وهنوا وأن حركته قذفت الرعب في قلوبهم ، ورحلوا . فثنى العنان ، وعاد إلى دمشق وإلى الديار المصرية .
اقسنقر المفارقاني والأمير عز الدين الأفرم ، لأن داود ملكها كان
صفحه ۵۵